في كل صباح تنهض تلكـ الطفلة الصغيرة مسرعة نحو ذلكـ المكان الذي فقدت فيه والدها تنتظر عودته كل يوم تتذكر كلما ما وعدها به وكلما جمعتهم الذكرى وتتذكر ذلكـ الرجل الحنون لتبكي وتبكي حتى يحل المساء ليأتي ذلكـ الرجل العجوز ليقلها إلى منزله الذي تقيم فيهً تلكـ الفتاة.ودائما يأتـــــي على صوت ضحكتها وعند الأقتراب منها أكثر لينظر إلى عيناها البريئتين الدامعتين. فتنهض وتقول له :غذاً سيأتــي والدي فاليوم لــم يأتـي وغداً سيأتي (وهي تخفي الكثير الكثير من الدموع والحزن بتلكـ الإبتسامة الصفراء)...ليتعجب ذلكـ العجوز من أمر تلكـ الفتاة وأصرارها حتى دمعت عيناه. حزناً عليها ليخفيها. ببأبتسامة تجاهل. ليمسكـ بيدها ويمضي بها إلى المنزله ... وهكذا كل يوم تمضي تلكـ الفتاة يومها....
واليوم تبلغ العشرون من عمرها ولكنها في السبعون في وجهها العجوز الذي هرم جسدها وبهتت عيناها وفقدت شهيتها وحتى أصبحت وجبتها الرئيسية هي تلكـ الدموع التي تفيق بها وتنام عليها
ولا تعلم كم ستمضي وتمضي من العمر تنتظر عودت والدها الغائب الحاضر في قلبها وعقلها....وسيبقى ذلكـ النور داخلها حتى ينقضي بها العمر....
بلقيس.