.
لست امرأة كما يجب
لست ضليعة بحمل أوزار الأشقياء
بفك طلاسم الحزن لأبدو كدُوريٍّ صغير
بلله المطر
مذعوراً يلقي على المدى نظرة باردة
ويمسح على جناحين بُترا منذ أول التحليق بمنديل أبيض
منديل أبيض ناصع كصقيع جرح غائر
لست جائعة هوى كما تعتقد
ولست خليقة بلملمة الفتات
فتات الغناء والقصائد
لأزفر بها في وجه الأسى
أو أنبش بلونها جدائل السكون الباهتة
أنا لا تمسني عيون الغرباء المارة
على جسدي المسجى أعلى البلاغة بلغة النار
ولست ألوي على تهافت مجازاتهم المسعورة نحوه
لست أمرأة كما يجب
لكن لا تحدثني عن الفضيلة
أما تراني أرفل بأثواب النساك
أستر بها عورة الظنون
وأن جُلّ من أحبوني يأبهون للأقنعة
ولا يطيقون ندبات الصدق في وجه الحقيقة
ألا تراني لا أجيد سوى الصلاة على سجاجيد العبث
أنا يا صاح
أرهقتني تلاوات النفاق
وشوهت تصوفي ندرة الطهر
وعلقتني حيرتي كجرم تتناوله بالدوار أجرام السماء
أنا يا صاح
سئمت رياء القطعان
الرافعة أكفها إلى الرب
تعبت من سحق العصافير في سري
وكرهت وطء الحقول بحوافر الذبول .
منقوول