تأخرت جداً ياصديقي لـِ تسأل مابها تلك الفتاة ومن سرق بريق إبتسامتها ، ولماذا كل هذا السواد بعيناها ، وكأنها غيمة مثقلة بالأمطار الحمضية .. صامتة شاردة في بحرها
أنت المرأة الوحيدة بوحدتها التي ظننتها لا تنهار أمام جبورت كبريائها وقوتها التي لاأدري من أين لها أن تلد كل يوم وليلة .. واليوم أنا هنا أراك غارقة بصمتك رغم العواصف التي تحفك من كُل جانب .. خانكِ التعبير لتفضلي بعدها الصمت الطويلاً ، المميت ،،
بربك كيف لك أن تصمد كل هذا الوقت ، وأنا لست معك ألم تخبرني ذات يوم أني قوتك .. لكن قوتك هذه المرة لم تكن معك .. ربما سرقة كما سرق أيلول الفرح من قلوب الأمهات ... تأخرت جداً يا صديقي الوحيد بوحدتهُ .. ألم تخبرني ذات يوم أن لا وجود للملائكة ولا المعجزات على وجه هذه الأرض .. لم تخبرني أن أكون دائما قوية لأجل ذاتي .. وربما بعض الوصايا الأخيرة قامت بتغيري جذرياً ،،أما وصيتهُ الحمدانية الأخيرة قامت بزعزتي كُلياً وكيانيا .. أنتبهي لأمي ولنفسك جيداً ... بربك
كيف لي أن أنجح في هذا .. وأنت من كنت تعتني بأمي وبـــــــي .. وكيف لقلب أمي أن يضحك بعد أيلول وهي تنتظرك صباح مساء .. ولا تدري ما حل بك .. .. تأخرت جداً حتى ظننت أنك نسيتني في مدائن النسيان .. تأخرت ... وكأننا لم نكن شيئاً من قبل .. وكم تعاهدنا وتواعدنا أن نبقى سند لبعضنا البعض كـ نكهة رباعية .. أحقاً ياصديقي لم نعد لبعضنا البعض سند حتى في سبيل الإخاء لا أكثر .. وبسؤالك العشوائي ذاك حركت براكيين بأعماقي ساكنة ،، لـ تثور بِحممها البركانية ،، وكأن أيضاً في يدك إبرة فجرت بها بلون منتفخ بالهاليوم وليس بثاني أوكيد الكربون ... لم أحتاج السؤال بقدر ما احتجت كتف لِـ أتكئ عليه وأنا صامتة خالية من الكلام ومُمتلئة بضجيج يستعمر أعماقي وأفكاري .. لكن قناعتي بعد أيلول أن لا دوام لشيء ،وأن كل شيء جميل أو حزين راحل عاجلاً أو أجلاً .. فـ علي أن أكون كما كنت دائما وحيدة وأن أبقى وحيدة دونك ودون أي شيء .. وحيدة كما خلقت ووجدت وحيدة ،،، وقوية بوحدتها ،،
بلقيس..