فيروس كورونا ينشر جشع الصيادلة
بغداد/المسلة:
د. حسين الانصاري
تتظافر جهود الشعوب ويزداد تماسكها في وقت الازمات من اجل مواجهة اخطارها وتقليل نسبة الخسائر الى ادنى الحدود وهذا ما تفعله دولة الصين العملاقة وهي تتصدى لوباء فيروس كورونا الذي تعاملت معه بكل هدوء وذكاء واحترافية ادارة الدولة ومؤساستها جميعا فبعد بناء مشافي الحجز الصحي في اوقات قياسية الى زيادة انتاج الكمامات الواقية حيث بلغ كم الانتاج الى عشرين مليون في اليوم الواحد اضافة الى تهيئة سيارات الاسعاف المجهزة بكل مايحتاجه المشتبه به لفحصها واتخاذ الاجراءات المناسبةالى جانب التزام المواطن بالتوجيهات الصحية التي اظهرت انضباطا كبيرا وتعاونا مشهودا اثار اعجاب العالم اجمع وعكس مدى حرص ووعي المواطن الصيني والمسؤولين معا.
لكن نجد الصورة معكوسة لدينا بالعراق فبمجرد تم الاعلان عن وجود بعض الحالات القليلة في بلدنا والتي لا تشكل مصدر خطر او فزع ارتفعت نسبة الجشع لدى البعض من الصيادلة الذين جربهم المواطنون في ازمات سابقة وادركوا انهم لا يختلفون كثيرا عن اعراض فايروس الكورونا المستجد حيث ينتظرون بشغف مثل حدوث هذه الازمات بل يتعاملون باستغلال على حساب المريض المسكين وقد اكتشفت الاعيب البعض منهم حين مارسوا ابشع انواع الحيل والغش مع المواطن المسكين بدءا من الاتفاقات مع بعض الاطباء او ممتهني الطب تجاوزا لان هذه مهنة انسانية لا تنطبق على البعض من الاطباء الذين تناسوا شرف المهنة وقسمها حين ارتضوا لانفسهم ان يضيفوا اعباء شراء ادوية لا ضرورة لها سوى الكسب المشترك بين الطبيب والصيدلي المرابي الذي هو الاخر لم يتوان عن بيع بعض الادوية المنتهية الصلاحية ( اكسباير).
ضمن المفهوم الطبي حيث تعتبر غير نافذة للبيع قبل مدة من التأريخ المثبت على الغلاف ناهيك عن رفع الاسعار للادوية بشكل مبالغ به اساسا لا سيما تلك الادوية التي يزداد عليها الطلب مستغلين نقص الرقابة الصحية او تلكؤها واخيرا جاء فيروس كورونا ليكشف بوضوح صورة اخرى لقبح هؤلاء الصيادلة الذين ينتهزون اية ازمة ليؤكدوا اصابتهم بداء الجشع المزمن فسرعان ما يرتفع لديهم ادرينالين الربح السريع ويؤكدون انهم لا يقلون ممارسة للفساد من الفاسدين بل يرتكبون اخس انواع التعامل مع المريض وينسون ان مهنة الصيدلة هي جاءت من اجل ان تكون لادويتهم موضع شفاء للمرضى من المواطنين اسوق هذا الكلام وانا بنفسي جربت ذلك حين دلفت لصيدلية تاج الصحة الواقعة بساحة بيروت حيث باع لي كمامة واحدة بثمانية الاف دينار ويمكن لكم التأكد من ذلك وبالمقابل نجد البعض من الصيادلة الذين يمارسون المهنة بكل نزاهة وضمير انساني وكرم حدى بهم لتوزيع الكمامات مجانا خلافا لمن اقصد من الذين تحولوا الى وباء مضاف حماكم الباري من الكورونا وجشع صيادلة الازمات.