في ذروة حُزن
وعلى قمة التعب
بالقُرب من ذكرياتٍ مُتقدة
أريد أن أبكي في نصٍ ما !
بطريقةٍ تُشبهُ تمزيقي لـ جلدي
أثناء النحيب بصوتٍ مرتفع
تتخللهُ الكثير من الحشرجات والأنقطاعات
لثُقل المصاب ولوعته
أطلقُ فيه حسراتٍ تخنقني وتأبى رؤية النور !
والتنفيس عن صدري المُثقل بكُل تلك الهموم
تُغريني فكرة تحوليّ لسحابة سوداء
والهطول بغزارة !
واحداث فيضانات دامية
من ثُم التلاشي بين ذرات التُراب
كأني لم أكـن
كمـا قالت هيّ
" يا ليتني كنتُ نسياً منسيا"
أولم أكن كذلك من زاويةٍ ما ؟
واُنسى
وحدهُ الله يسمع صوتي المُنهك
ويفهمُ فحوى جُمليّ وانا أنطق بها
وحدهُ الله شاركنـي كُل تلك الأوجاع
ورأى كيف نأى الفرحُ عني وعادَ حيث أشتهى !
وحده الله يعلم كم تحمل هذا القلبُ وما أشتكى
رُبما
كان صمتي الخفيُ نقمةً عَليّ ..
لطالما اعتدت التخطي والمُكابرة
واخفاء هلعي ..بالرُغم من بكاء قلبي
حتى باتت حياتي في نظر الجميع شبه مثالية
انا الذي عُجنت من الحُزن طيناً وصيرتُ بشراً
بتُ منارةً للتفاؤل أمدُ يد العون للحيارى
وأمسح دموع الثكالى
واقول لصديقي أرمي بثُقلِك عَليّ
خُذ مني ما أستطعت وتقوت به
وتجاهل ما ستُخلفهُ يداك
فأنا أعلم كيف أسدُ ذلك الشرخ
وأن عجزتُ فتلك ندبةُ حُب أتذكرُكَ بها..
ليتنيّ استطيع القول بأن الآوان لم يَفوت بعد
وأنني سأصنع في قلوب أحبائي مساحةً لأحزاني
وان كل شيء سيصبح على ما يُرام
غالباً
انا أتأخر في فهم اشارات الروح
وأحتياجاتُها ..إلى أن تُغطيها تلك البرودات !
التي تحجبُها عن دفئ الحياة وأمانِها
وأصبحُ غير قادرٍ على الشعور بالاطمئنان !
لوقتٍ طويل ..
أتعرف ما يطمئنني في النهاية ؟
أنكَ حينما تفعلُ خيراً .. عليكَ أن تؤمن بأنه
في يومٍ ما سيُصيبُك منهُ شيئاً
ستسلطُ لك الأقدار شيءٌ يُبهجُـك بعد كل هذا التعب
فكما أن الفرح لا يدوم وان الدُنيا في تقلُبات مستمرة
فالحُزن أيضاً لا يدوم .. وان بعد كل ضيقة فرج
وربما ( مــع كُل ضيقة فرج)
أخبرك بذلك وانا ابكي من حُزني والهموم تُثقل كاهلي
فـ لكَ أن تعلم كم أن ايمان الأنسان مُهم
فـ لولاه ما كُنا أحياءاً حتى يومنا هذا
فالحمدُ لله
.
.
.
.
بوح
بقلم
مار أدريس ( ورد )
بتأريخ 2020/2/29
الأهداء
لـ زمرد الشمري