.
صديقكَ ماتَ
قبلَ أن يبلغَ الثامنةَ والثلاثين،
فماذا أنتَ فاعلٌ هذا المساء؟
لو أنني مكانَكَ،
لأخذتُ طريقي إلى مقهاكما المفضَّل،
وجلستُ على كرسيِّهِ متَّخذًا نفسَ الوضعِ:
المرآةُ ورائي،
ووجهي إلى الرَّفِّ المزدحم.
كنتُ سأطلبُ بيرتي في قدحهِ الخزفيّْ،
ثم أبدأُ في تدوينِ خواطري على قصاصةٍ
مستخدمًا يدي اليسرى.
كنتُ سأرثُ عنه نساءَهُ جميعهن،
كيلا أتركَ الآخرين يدمِّرونَ ما بناهُ صاحبي،
أرثُ النساءَ بأسرارِهنَّ التي خصَّني
بها في مجالسِ الشُّرْب.
لو أنني مكانك،
لم أكن لأنسى أن أمضي من فوري
إلى حبيبتهِ الحزينة،
ولمَّا تفتحُ ليَ البابَ مُتَّشحةً
بشالِها الأسود،
سأجلسُ قدّامَها على هيئةٍ بائسة،
لأبدوَ كأنني
لا أعرفُ شيئًا عن مزاجها الغريبِ
في اجتلابِ اللذَّةِ، ولا عن الوشمِ الذي ينامُ هادئًا فوق فخذها.
وحين تنخرطُ المرأةُ في بكائها، أمرِّرُ أصابعي برفقٍ حتى ألامسَ موضعَ جرحِها المبتلّْ.
لو أنني مكانكَ، لحرصتُ على وضعِ أناملي
فوق أناملِ صاحبي، تلك التي ستكونُ واضحةً لم تزل
فوق حوضِها الناعم.
هكذا، تحتَ ضوءٍ شحيحٍ يسقطُ من فجوةٍ لا تُرى،
سوف يمكنكَ أن تراقبَ جسدَكَ جيدًا،
وهو يملأُ الفراغاتِ التي خلَّفها الرجلُ دافئةً، وبها.. رِعشةٌ منْسيَّة
منقوول