النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع:

روايات الصديقة عائشة رضي الله عنها وطعون أصحاب الفكر الدخيل

الزوار من محركات البحث: 40 المشاهدات : 585 الردود: 0
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    حفيدة الأمويين
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: المملكة العربية السعودية
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,339 المواضيع: 3,645
    التقييم: 6395
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة
    آخر نشاط: 4/November/2021
    مقالات المدونة: 221

    روايات الصديقة عائشة رضي الله عنها وطعون أصحاب الفكر الدخيل







    كان لأهل الزيغ ، و الفكر الدخيل موقفاً أقل ما يمكن أن يطلق عليه من المصطلحات هو : موقفاً سلبياً غير مبرر من أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – إذ جعلوهاً غرضاً وهدفاً ، فوجهوا إليها سهام الشبهات ، و الطعون بكل ما أوتوا من حيلة للنيل من أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها - ، و لعل سبب ذلك :
    1- أن أم المؤمنين الصديقة عائشة هي ابنة الصديق خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤسس دولة الخلافة الإسلامية ، و هازم الشرك والمرتدين ، فانتقل حقد هؤلاء المنهزمين من الصديق إلى ابنته الصديقة عائشة - رضي الله عنهما - للنيل من الإسلام ، و دولته و رجالاته .
    2- أن عائشة - رضي الله عنها - نقلت إلينا كثيراً من سنة رسول الله – صلى الله عليها وسلم – و فقهه ، فأردوا ضرب المرويات من خلال الراوي ، فإذا سقط الراوي سقطت مروياته ، و هذا ما يطمح و يأمل إليه أصحاب الفكر الدخيل . ذلك أن كثيراً من الصحابة ، و التابعين وخلق كثير قد أخذوا عنها العلم النبوي الشريف . فقد روي عنها أصحاب الحديث ( 2210 ) أحاديث ، ولها آراء فقهية كثيرة ، واجتهادات عديدة ، وتخرج من مدرستها رضي الله تعالى عنها عدد كبير من سادة العلماء ، و مشاهير التابعين . حتى قال أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه : ( ما أشكل علينا – أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندنا منه علماً ) [1].
    و كان لأم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله تعالى عنها – تلاميذ كثر من التابعين الذي أخذوا عنها العلم ، و نشروه في الأمصار الإسلامية ، فصاروا أئمة يُقتدى بهم في العلم ، و العمل ، و من أشهر هؤلاء - رضي الله عنهم – عروة بن الزبير[2] ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر [3] ، و مسروق بن الأجدع [4] ، و عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية [5] – عليهم - رحمة الله تعالى أجمعين - .
    وكان هؤلاء التلاميذ النجباء يتلقون العلم في غرفة قصية البناء ، مبنية من جريد عليه طين من حجارة مرضونة ، و سقفها من جريد [6]، و كانت - رضي الله عنها - تضع حجاباً بينها ، و بين طلاب علمها النبوي الشريف

    3- - لمعاداتهم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعادوا نساءه العفيفات ، الطاهرات ، و أصحابه الكرام حقداً ، و كرهاً لرسول الله - صلى الله عليه و سلم – ، ودينه القويم .

    4- كون أحاديث عائشة – رضي الله عنها - شاملة ، لأغلب أمور الدين من عقائد ، و عبادات ، و معاملات ، و جهاد و فتن ، و غير ذلك من المواضيع الهامة لدين الله تعالى .

    5- كون كثير من الأحاديث التي ترويها أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – حجة بالغة ، و أدلة صريحة هامة على صحة معتقد أهل السنة والجماعة مع المخالفين
    للتشكيك بالصحيحين بخاري ومسلم ، و غيرهم من كتب الحديث كون أئمة الحديث يكثرون من روايتها – رضي الله عنها = و في مقدمتهم الشيخان البخاري ومسلم ، فالتشيك بها تشكيك بكتب الحديث ، و التشكيك بكتب الحديث هدم الدين الحنيف و هذا ما يريده هؤلاء لهم من الله ما يستحقون
    و لهذه الأسباب و لغيرها حاول أصحاب الفكر الدخيل تجنيد كل ما أوتوا من علم و مكر ، و خداع للنيل من ركن ، و من أركان ناقلي دين الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لهذا انبرى لها عددا من علماء الأمة ، و طلاب العلم لبيان شبه القوم ، و الرد عليها و فضحها بكل ما أوتوا من علم و فضل .
    من المعلوم أن عائشة ، و أبا هريرة ، و أنس بن مالك ، - رضي الله عليهم أجمعين -هم أكثر الصحابة حديثاً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و قد روى أبو هريرة – رضي الله تعالى عنه خمسة آلاف و ثلاثمائة و أربعة و سبعين حديثاً . كما روى الصحابي الجليل أنس بن مالك – رض الله تعالى عنه – ألفين ومائتين و ستة وثمانين حديثاً . أما الصديقة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – فقد روت ألفين ومائتين و عشرة أحاديث
    و لعل سبب غزارة علم عائشة رضي الله عنها ما يلي :
    1- نشأتها في بيت النبوة : نشأت السيدة عائشة – رضي الله عنها في بيت النبوة فشاهدت أحوال النبي – صلى الله عليه وسلم – و اطلعت على أخباره ، فتعلمت حكمته ، و كل شؤونه ، و خاصة ما يتعلق بأحكام النساء .
    2- لحرصها على العلم النبوي الشريف : فقد كانت أم المؤمنين – رضي الله عنها - دقيقة جدا في نقل الموروث النبوي أمانة في النقل ، وورعاً و خوفاً من الله سبحانه و تعالى ، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي . فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ، ولكنه نسى أو أخطأ إنما مر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على يهودية يبكى عليها أهلها ، فقال إنهم ليبكون عليها و إنها لتعذب في قبرها ) [10
    2- لذكائها وقوة حفظها : امتازت أم المؤمنين – رضي الله عنها – بالذكاء الوقاد ، وقوة الحفظ والاستذكار مما ساعدتها – بفضل الله – على حفظ كتاب الله تعالى و أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفقههما .
    3- لعلمها بالعربية و فنونها و أشعارها : لقد كانت رضي الله عنها عالمة بالعربية ، و فروعها و أشعار العرب و نوادرهم ، فصيحة اللسان مما ساعدها على فهم القرآن و تفسيره و قد تعلمت من والدها الصديق البلاغة و الفصاحة ، فقد كان الصديق علامة العرب في ذلك .
    4- لحرص النبي – صلى الله عليه وسلم - على تعليمها : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حريصاً على تعليمها لما لمسه من ذكاء وفطنة ، فكان عليه الصلاة والسلام يحدثها و يفقهها بالدين .
    5- لنشأتها في بيت صدق و إيمان : قالت رضي الله عنها : ( لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، طرفي النهار : بكرة وعشية ، ثم بدا لأبي بكر ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن ، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم ، يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين ) .[12]
    6- لمشاركتها لكثير من الأحداث المصيرية للأمة الإسلامية : كانت أم المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - تشارك في كثير من أحداث الأمة الإسلامية ، و قد بدأتها بالهجرة إلى المدينة المنورة للحاق برسول الله – صلى الله عليه وسلم – و أبيها الصديق - كرم الله وجهه و رضي الله عنه . فالصديقة بنت الصديق كانت منذ أن فتحت عينيها مساهمة ومشاركة في خدمة هذا الدين و رسوله و أهله لذلك كانت مشاركاتها في كل مناحي الحياة الإسلامية وفق الضوابط الشرعية ، حتى الغزوات منها ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها تنقل الماء بالقرب ثم تفرغه في أفواه الصحابة المنهكين من القتال ، و العطش ، و هذه المشاركة أكسبها العلم و الفقه العملي الذي أسهم في بناء الفقه الإسلامي فيما بعد .


    روى البخاري - رحمه الله - عن أنس - رضي الله عنه - ، قال : ( لما كان يوم أحد ، انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : و لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر ، وأم سليم وإنهما لمشمرتان ، أرى خدم سوقهما تنقزان القرب [13]، و قال غيره : تنقلان القرب على متونهما ، ثم تفرغانه في أفواه القوم ، ثم ترجعان فتملآنها ، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم ) [14




    قال الإمام أبو زرعة الرازي – رحمه الله - : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاعلم أنه زنديق ، و ذلك أن الرسول حق ، والقرآن حق ، و ما جاء به حق ، و إنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة . و هؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا لبطلوا الكتاب و السنة ، و الجرح بهم أولى و هم زنادقة ) [15].


    و الحقيقة التي تظهر مما سبق أن جميع الطعون والشبه التي أثيرت حول شخصية وعلم أم المؤمنين هي شبه وان مثيري مثل هذه الشبهات من أصحاب برامج ممنهجة غايتها النيل من ديننا الحنيف ، لإطفاء نور الله تعالى ، و النيل من رموز الإسلام الكرام للقضاء على هذا الدين الحنيف و أهله ، لأن ديننا قد نقل إلينا عبر أمثالها - رضي الله تعالى عنها .
    و الحمد لله رب العالمين

    المراجع
    [1] - رواه الترمذي في سننه ، ج5/705.
    [2] - عروة بن الزبير : هو أبو عبد الله ، القرشي الأسدي المدني أبوه الزبير بن العوام ، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمه أسماء بنت أبي بكر ، ذات النطاقين ، ولد في خلافة عمر بن الخطاب وتفقه بالسيدة عائشة رضي الله عنها .سير أعلام النبلاء ، ج4/425.
    [3] - القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق : هو أبو عبد الرحمن التيمي المدني ، الفقيه ، قتل أبوه وهو صغير فتربى في حجر عمته عائشة رضي الله عنها ، فورث عن عمته و معلمته رواية السنة حتى قيل : ( أعلم الناس بحديث عائشة القاسم و عروة و عمرة بنت عبد الرحمن ) . تهذيب التهذيب .
    [4] - مسروق بن الأجدع : هو أبو عائشة الوادعي الهمداني ، الكوفي ، مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله و هو من المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – كفلته عائشة رضي الله عنها فلازمها و حمل عنها علما كثيرا ( تاريخ بغداد ، ج13/233 – السير ، ج4/67-68 . ) .
    [5] - عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس ، الأنصارية المدنية ، الفقيهة ، تربية عائشة و تلميذتها ، ضمتها عائشة رضي الله عنها مع إخوتها و أخواتها إلى حجرها بعد وفاة والدهم ، فنشات في بيت التقوى والعلم ، وكانت ذكية الفؤاد لماحة ، فوعت عن أم المؤمنين كثيرا من العلم ، وكانت عالمة فقيهة و حديثها في الكتب السنة ) . الطبقات ، ج8/480 – السير ، ج4/508. ) .
    [6] - البداية النهاية لابن كثير ، ج3/3/220.
    [7] - أي عائشة الصديقة رضي الله عنها .
    [8] - الخصال ، لابن بابويه القمي ، مكتبة الصدوق ، طهران جانب مسجد سلطاني ، إيران 1389 ق – 1348 ، ج 1/190.
    [9] - إحقاق الحق للتستري ، نور الله التستري ، المطبعة المرتضوية في النجف العراق ، 1273 هـ طبعة حجرية ، ص 360.
    [10] - أخرجه البخاري في صحيحه ، ج1/433 ومسلم في صحيحه ، ج2/643.
    [11] - تفسير ابن كثير ، ج3/487 .
    [12] - صحيح البخاري ، ج!/181.
    [13] - تنقزان : تسرعان المشي كالهرولة .
    [14] - صحيح البخاري ، ج3/1055 .
    [15] - الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ، القاهرة ، جمهورية مصر العربية ، ص49.




    م

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال