يتميز ذو الشخصية التسلطية بسلوك محافظ ، يميل إلى الشكّ والاستهزاء بالآخرين وممارسة القوة والسيطرة والقيادة، يسعى إلى الحصول على متطلّباته عبر طرق لطيفة ومقبولة أو عنيفة ومرفوضة. من هذا المنظور يبدو الشخص المتسلّط كأنه لا يميّز بين الصحّ والخطأ إلا من خلال منطقه الخاص، من دون الأخذ في الاعتبار وجهات نظر الآخرين، ويريد تشكيل العالم على هواه وغير مستعدّ للتنازل عن أفكاره حتى لو لم تناسب المنطق والواقع.
في مجال التربية، الأسلوب التسلّطي قمعي وجامد، يفقد بسببه الأبناء القدرة على الإبداع والتفكير الحرّ واتخاذ القرار المناسب في الأوقات الحرجة لأنهم لم يتعلّموا كيفية التعامل مع المشاكل الحياتية من دون مرشد، إذ كان ثمة من يتّخذ عنهم القرارات على الدوام.
ثبت علمياً أن الوراثة والتنشئة الأسرية مسئولتان بنسبة 50% عن تكوين السمات الشخصية والسلوكيات بما فيها السلوك التسلّطي. لذا نجد أن الشخصية التسلّطية هي «امتداد للمعاملة المتسلّطة» في الطفولة وبسببها قد يخسر الشخص التسلّطي مقومات الشخصية العائلية والاجتماعية المتّزنة.
وتستخدم الشخصية المتسلّطة طرقاً مختلفة لتحقيق مصالحها ونيل ما هو أكثر من حقّها، وقد تصل إلى العدوانية والضرب والتحقير والأذى اللفظي للشريك في الحياة الزوجية، فيقع هذا الأخير ضحية التسلّط ويلهث لإرضاء الشريك المتسلّط ويتخلى عن رغباته وأهدافه وحاجاته كافة في الحياة، خوفاً من عقوبة وطمعاً بالإرضاء.
تعتبر استعادة الثقة بالنفس إحدى أهم الخطوات نحو التحرّر، من المهم أن يبدأ الشريك- الضحية ببناء ثقته بنفسه واستعادة تقديره لذاته قبل أي خطوة أخرى، فلا بد من القوة الداخلية قبل أية مواجهة. كذلك من المهم أن يتعرّف إلى نقاط ضعفه ونقاط قوته، ويتخلّص من ضعفه بتكرار عبارات يومية يختارها مثل: «خلقني الله حراً وأستحق أن أعيش حراً، أتقبل جمالي، أنا ذكي، أتمتع بروح مرحة»... ويتبنى التوقعات الإيجابية المشجعة، ويضع لنفسه هوية واضحة بتقوية إدراكه ووعيه لنفسه.