> تختلف أفكارنا مشاعرنا وتصرفاتنا بحسب شخصياتنا والمواقف التي نمر بها، وكلمة الشخصية تشير إلى نمط التفكير والشعور والسلوك الذي يتسم به شخص ما، والتي تجعل لكل فرد شخصية وخصوصية معينة.
وجميع أنواع الشخصية تتسم بشيء من الخجل والأنانية والحيوية، وتتطور الشخصية مع مرورنا بالعديد من التجارب ومع تغير الظروف و الوقت، سنصبح أكثر نضجا ولدينا الكثير من المرونة للاستفادة من تجارب الماضي وتغيير سلوكنا لنتمكن من العيش والتغلب على المشكلات.
لكن إن كان أحدنا يعاني من اضطراب في الشخصية، فسيجد في ذلك أكثر صعوبة، وسيشعر بأنه مكبل ومقيد وسينظر إليه الآخرين على أنه شخص مختلف؛ فيبتعدون عنه، مما يؤدي بهذا الشخص لتحاشي التواصل مع الآخرين؛ لأنه لا يشعر بالانتماء إليهم، وسيفقد عندها الكثير من ثقته بنفسه وسيفشل في تحقيق أهدافه، وذلك سيؤثر على جميع جوانب حياته وسيجد الآخرين كذلك صعوبة في التعامل معه.
أنواع الاضطرابات الشخصية:
معظم أنواع اضطرابات الشخصية يبدأ في مرحلة المراهقة، إلا أن هذه الاضطرابات قد تظهر بعض الأحيان في مرحلة الطفولة، والمصاب باضطراب في الشخصية يجد صعوبة في تكوين علاقات صداقة، ويرفض المشاركة في العمل مع الآخرين.
ومن هذه الأنواع:
- الصنف الشكاك: يتخيل بأن الآخرين يتقربون منه للحصول على فائدة ما، يشكون دائما بنوايا الآخرين، لا يثقون بأحد، يتخذون دائما موقف دفاعي، يشعرون بعدم الأمان يراقبون الآخرين باستمرار لكشف حقيقة نواياهم.
-الصنف العاطفي أوالاندفاعي: لا يجد متعة في تكوين صداقات مع الآخرين، ويشعر بأن ذلك يقيده ويحد من حريته ويعرضه للمشاكل، يفضل العزلة ويرغب بأن يعيش حياته دون أي تدخل من الآخرين.
-الشخصية الفصامية: تجد صعوبة في تكوين علاقات صداقة، ينظر الآخرون له على أنه شخص مختلف غريب الأطوار يظن أنه قادر على قراءة أفكار الآخرين، ويعتقد بأن لديه قدرات خاصة، ويريد من الآخرين أن يشاركوه هذا الاعتقاد.
-الشخصية الغير مستقرة عاطفياً: ينظر الآخرون إليها على أنها شخصية مزاجية متقلبة، ينتقل من حالة شعورية إلى حالة شعورية أخرى بسرعة شديدة. تنتابها نوبات غضب شديدة، تبحث باستمرار عن أصدقاء لأنها تخاف من الوحدة.
-الشخصية الهستيرية: يغضبه كثيرا أن يتجاهله الآخرون، يرغب بأن يكون دائماً محور الاهتمام، يتأثر بسرعة بآراء الآخرين، يحب الإثارة والتشويق يتصرف بتهور واندفاع.
-الشخصية النرجسية: يشعر بأن لديه الكثير من الصفات والمزايا التي تجعله أفضل من الآخرين، ويشعر بأنه يستحق الكثير، يعتمد على تقييم الآخرين له ليشعر بأهميته. يشعر بأن الآخرين يسلبون حقوقه، ويشعر بالغيرة من الأشخاص الناجحين، ينظر إليه الآخرون على أنه شخص أناني.
- الشخصية المعادية للمجتمع: يرتبط هذا الاضطراب بالسلوك الإجرامي لدى المراهقين والأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، معرضين لأن يصبحوا مدمني مخدرات أو كحول، يشعر المصابون بهذا الاضطراب بالملل بسرعة ويصعب عليهم الاستمرار بعمل ما لفترة طويلة، يتصرفون بتهور واندفاع دون النظر إلى نتائج أعمالهم، لديهم شعور بأن البقاء للأقوى، وممكن أن يفعلوا أي شيء حتى لو كان فيه ضرر للآخرين لتحقيق؛ أهدافهم ويتم تشخيص هذا الاضطراب قبل عمر الـ 15 سنة.
-الشخصية المتجنبة: يشعر المصاب بهذا الاضطراب بأنه غير كفؤ، و بأنه أدنى من الآخرين، يتجنب العمل أو الانخراط في أي نشاط اجتماعي، يشعر بأن الآخرين ينظرون إليه نظرة سلبية وينتقدونه أو يسخرون منه؛ لذلك يتجنب المصاب بهذا الاضطراب إقامة علاقات اجتماعية، ويشعر بالعزلة والوحدة ينظر إليه الآخرون على أنه شخص منعزل.
-الشخصية الاعتمادية: يشعر بالضعف وعدم القدرة على اتخاذ قرار أو إنجاز أي عمل بدون مساعدة أو دعم من الآخرين، يطلب من الآخرين بأن يقوموا بأداء واجباته، يظهر مولاته وتبعيته للآخرين؛ لأنه يخاف أن يخسر دعمهم ويوافق على تصرفاتهم الغير منطقية لأنه يخاف أن يبقى وحيداً، لا يثق بنفسه ويشعر أن الآخرين أكثر كفاءة منه ينظر إليه الآخرون على أنك شخص سلبي وخاضع.
- الشخصية الوسواسية: صاحبها حريص على أن يسير كل شيء وفق نظام معين، يحب السيطرة ويشعر أنه الأفضل يشعر أنه مسؤول عن كل شيء، وينزعج كثيرا عندما يرتكب الآخرين الأخطاء.
أسباب الاضطرابات الشخصية:
ولاضطرابات الشخصية التي يعاني منها المراهق أسباب عديدة، قد تعود في غالبيتها إلى مرحلة الطفولة منها:
- الوراثة تلعب دوراً كبيرا، فالأطفال الرضع يختلفون في مدى استجابتهم للمؤثرات الخارجية ومدى تركيزهم وانتباههم.
- التعرض للأزمات في مرحلة الطفولة، يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية، ويتوقف ذلك على طريقة تعامل الآخرين معه والدعم والعناية التي يتلقاها منهم.
- المشاكل العائلية التي يمر بها الشخص في مرحلة الطفولة تجعله عرضة للإصابة باضطرابات الشخصية.
-عدم إعطاء الأهل لأطفالهم المودة والعناية اللازمة، أو مراقبة الأهل المستمرة لأطفالهم وشدة الالتزام والانضباط كلاهما يتسببان باضطرابات في الشخصية.
كيفية التخلص من الاضطرابات الشخصية:
إذا كنت تعاني من أحد أنواع الاضطرابات الشخصية، فاعلم أنه غالبا ما تتحسن أعراض اضطرابات الشخصية عندما تكبر، وذلك لأنك ستكتسب خبرة عملية وتنضج وتتعلم أفضل الطرق للتواصل مع الآخرين.
وطريقة العلاج الناجحة تكمن في مساعدتك على التركيز على طريقة تفكيرك وتصرفك، وكيف تتحكم بمشاعرك وتطور علاقاتك مع الآخرين، وذلك من خلال:
-الدعاء إلى الله بأن يهبك الشخصية المتزنة النافعة، والتوكل عليه في كل أمورك.
-العلاج بالكلام وذلك بأن تعترف بمسؤوليتك عن كل ما تقوم به بدون إلقاء اللوم على الآخرين.
-التكيف مع العديد من المواقف.
- راقب أفكارك ومشاعرك، وكن صادقا مع نفسك واعترف بأخطائك وعيوبك تولى مسؤولية القيام بحل مشاكلك حتى إن لم تكن أنت السبب فيها.
-كن منفتحا ومستعدا لتغيير العلاج السلوكي بتعليمك مهارات جديدة تساعدك على التحكم بمشاعرك، وتحسين طريقة تفاعلك مع الآخرين وتغيير سلوكك والتعامل بشكل أفضل مع الأزمات اليومية.
-قد تحتاج إلى أخصائي نفسي يخصص لك الوقت الكافي ليستمع لك، ويتفهم وجهة نظرك.
-العمل الجماعي مع مجموعة من الأشخاص المصابين باضطرابات الشخصية، ومشاركتهم في المهام والمسؤوليات وتشجيع كل فرد على التعبير عن مشاعره وانطباعاته عن الآخرين.
-المشاركة في النقاشات الجماعية، وبذلك تعرف انطباع الآخرين عنك أو عن طريق تبادل الرسائل عبر الانترنت.
- العلاج بالفنون الأدبية والكتابية والرسم؛ فهذه الطرق تساعدك في التعبير عن مشاعرك، خاصة إن كنت تعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعرك عن طريق الكلام، وعن طريق هذه الطرق في التعبير تتمكن من قول الأمور التي يصعب عليك التحدث عنها بالحالة العادية.
للفائدة منقول