أصابتكِ وأصابتهُ لعنة آيلول ليكون طفلكِ إحدى ضحايا لياليها المُوحشة والمُجعة ،، طفلك يا أُُماه البعيد عنك منذ أشهر طويلة ،، طفلك الذي سُلب من بين يداكِ ولم تستطيع أن تحمي طفلك الذي أستطعتِ أن تحمليهُ بين أحشائكِ تسعة أشهر بحرها وصيفها بصقيعها وشتاها وخريفها وربيعها ،،،
برأيك هل يعود ،أم يُنفى خارج الوطن ،،،
!؟ يُنفى كمن لا وطن ولا أرض لهُ ،، لِـ يقبع هناك في زاوية وطن من لا وطن لهُ ولا ملجأ في ظلامهُ الدامس المُخيف ،،، لا أنتِ تريهُ ولا هو يراكِ ،، ولا تدرين ماحل بهِ بعد ليلة آيلول الأخيرة
وبـِـروح أم وقلب خائف وقلق على طفلها يبقى مُعلقاً شارداً بهِ ولعلى التواصل غير مرئي كان اكثر صدقاً وشفافية ً لها ،،، ستبكين كثيراً من ألم يتجزاء ألف قطعة في قلبكِ وكُلما شعرتي أن أبنك يتألم وأنتِ لستِ بجانبه ُ
فاجعة آيلوم كانت كفيلة بأن تشتعل الشيب وسط الرأس ،،،
لتكون أكبر خيباتك ضياع أبنك من بين يداك دون علمك ،،، صبراً يا أُماه ،،،
رحل كـ لقيط وكـ من لا وطن ولا أهل لهُ ،،، صبراً ،صبراً ياأُ ماه ،،، فـ لنـا رب وسعة رحمتهُ كل شيء ،،،
بلقيس..