.
أنا الوجه الآخر لأجدادي
هكذا قرأت السنديان..و بكيت ! “
..
..جدتي لم تكن إلهةً..
لكن كان لديها شوق أبيض و خُفّان مجنّحان تخرجهما من صندوقها الخشبيّ ليلة اكتمال القمر،
تذرع طرقات القرية الرّطبة علّها تلتقط رائحة تبغه ،
أو تنتشي مؤقتاً بصدى سعاله المتقطع فوق حقول الذرة ،
إلاّ أنها تعود محملّة برسائل متعفنة لمْ تصلها يوماً مذْ غادرها
متذرعاً بحب الأرض … و حبها..!!
بصمتها راقبت رذاذ الكذب يتقاطر من حاجبيه الكثّين ،وشفتيه المرتجفتين..
كان يرغب ببيع عشى عينيه الوراثيّ لأسياده على سياج راحتهم..
و جلّ حلمه لا يتعدى بضع قطعٍ نحاسيّةٍ يكتري بها دابّة من جاره المُرابي
ويصبح من المُلاك المزيفين..
لعله أضمر في خلده أن يعالج تقرّح كتفيه من أراجيح دلاء السِقاية..
جدي .. الذي قضى أيامه بعد عودته يلعن مذاق (الكافور) والبطاطا الحلوة..
جدي .. الذي مات حينما تقيأ شهوته في فم الغربة و أجبرها على ابتلاعها..
جدي .. الذي منحني اسم زوجته..و هي أوصت لي بأحد خُفيّها..
ما زال يزور قيلولتي و يطمئن على تقرّح الأصابع .
منقوول