نسبه ونشأته
أئمة التابعين هو قتادة بن دعامة السدوسي يكنى أبا الخطاب بصري تابعي ثقة، ولد سنة ستين من الهجرة، وكان ضرير البصر .
عده أصحاب الطبقات من الطبقة الرابعة والتي تلي الوسطى من التابعين، وروى له: البخاري - مسلم- أبو داود-الترمذي-النسائي-ابن ماجه
من روى عنهم وتعلم على أيديهم
تعلم قتادة عن بعض الصحابة كأنس بن مالك وعبد الله بن سرجس، وحنظلة الكاتب، وأبى الطفيل في آخرين. وكان يرسل الحديث عن الشعبي ومجاهد بن جبير وسعيد بن جبير والنخعي وأبى قلابة ولم يسمع منهم.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: روى عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين، منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وأبو العالية وزرارة بن أوفى وعطاء ومجاهد ومحمد بن سيرين ومسروق وأبو مجلز وغيرهم.
من ملامح شخصيته
كثرة قراءته للقرآن
كان له مع القرآن حال فيروى أنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.
حفظه للحديث
وإن كان قتادة ضريرًا إلا أنه كان قوي الذاكرة جيد الحفظ فعن مطر قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافًا، قال: وكان إذا سمع الحديث يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه. وكان غالب القطان يقول: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة.
ولما قدم قتادة على سعيد بن المسيب فجعل يسأله أيامًا وأكثر فقال له سعيد: كل ما سألتني عنه تحفظه قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا، حتى رد عليه أحاديث كثيرة، فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك.
وعن معمر قال رأيت قتادة قال لسعيد بن أبي عروبة أمسك على المصحف فقرأ البقرة فلم يخط حرفا فقال يا أبا النضر لأنا لصحيفة جابر أحفظ مني لسورة البقرة.
علمه بأنساب العرب
كان قَتادة بن دعامة السَّدوسي عالماً بالعرب وبأنسابها وأيامها ولم يأتنا عن أحد من علم العرب أصح من شيء أتانا عن قتادة، وكان الرجلان من بني مرْوان يختلفان في الشعر فيرسلان راكباً فيُنيخ ببابه فيسأله عنه ثم يشخص. وكان أبو بكر الهذلي يَروي هذا العلم عن قَتادة.
وعن سعيد بن عبيد عن أبي عوانة قال: شهدت عامرَ بن عبد الملك يسأل قَتادة عن أيام العرب وأنسابها وأحاديثها فاستحسنته، فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك فقال: مالك ولهذا دَعْ هذا العلم لعامر وعُدْ إلى شأنك.
من كلماته
كان قتادة يقول: من يتق الله يكن الله معه، ومن يكن الله معه، فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل.
وقال: باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل.
وقال قتادة: لو كان يكتفي من العلم بشيء، لاكتفى موسى بما عنده ولكنه طلب الزيادة.
وفاته
مات بواسط سنة سبع عشرة ومائة وهو بن ست وخمسين سنة.
المصادر
الثقات للعجلي - تاريخ خليفة بن خياط - رواة التهذيبيين - البداية والنهاية - صفة الصفوة - مسند ابن الجعد - الجرح والتعديل - تهذيب التهذيب - التاريخ الكبير - المزهر في علوم اللغة - الطبقات الكبرى - مشاهير علماء الأمصار - المحدث الفاصل.
قصة الإسلام