TODAY - September 27, 2010
الدفاع تنفي خطط شراء طائرات مقاتلة مزودة بأجيال قديمة من الصواريخ والرادارات
قيادي كردي: لن يقلقنا تسلح الجيش العراقي بمعدات متطورة اذا كانت المناشئ غربية لأن استخدامها سيكون مشروطا
جنود اميركيون يقومون بتدريب نظرائهم العراقيين على دبابات M1A1 ، في جنوب قاعدة للجيش العراقي في بغداد (رويترز)
بغداد – ملاك الزيدي
وسط تأكيد جهات نيابية وعسكرية ان المعدات العسكرية التي يشتريها العراق من الولايات المتحدة تفتقر للأجهزة الحديثة وقد رفعت منها بسبب ازمة ثقة مع بغداد، ولا سيما حين يتعلق الامر بالعربات المصفحة والطائرات المقاتلة، الا ان وزارة الدفاع نفت انباء تحدثت أمس الأحد عن تلقيها عرضا أميركيا بتزويدها بطائرات (أف 16) مزودة برادارات وصواريخ تنتمي لأجيال قديمة.
يأتي ذلك، في ظل الحديث عن مساع تبذلها دول مجاورة للعراق من أجل عرقلة عملية بناء جيشه وتسليحه بمعدات عسكرية حديثة، فيما يؤكد أكراد العراق انهم غير قلقين من تسلح الجيش العراقي "اذا ما تم ذلك على يد دول غربية، لأن هذه الدول تضع شروطا لاستخدام هذه الاسلحة" بنحو لا يثير القلق.
وبينما رفض المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ الحديث عن موضوع طائرات الـ (أف 16)، أكد المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع محمد العسكري ان "العراق اذا اراد شراء طائرات فانها ستكون وفق أحدث الطرازات".
وقال العسكري في مقابلة مع "العالم" ان "المعلومات التي نشرت في هذا الشأن غير دقيقة".
وكانت تقارير صحفية نشرت في بغداد اشارت الى ان "طائرات أف 16 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتين الاميركية والتي سيزود العراق بـ 18 طائرة منها، بقيمة تصل الى 4.2 مليار دولار، ستكون مجهزة بأجيال سابقة وقديمة من الصواريخ والرادارات".
العسكري اضاف ان "وزارة الدفاع لم تعلن ولم تصرح الى اية وسيلة اعلام عن نيتنا عقد صفقة مع اي شركة عالمية لتزويدنا بطائرات تدريب او طائرات مقاتلة وكل ما يدور في الصحافة هو معلومات مخطوءة ولو اردنا عقد صفقات من هذا النوع سنعلن عنها ولن نتحدث عن هذا الموضوع حتى نشتري طائرات".
واوضح في"حال اتفقنا على شراء طائرات فسوف تكون على احدث الطرز والمواصفات".
وتتداول اوساط المؤسسة العسكرية العراقية معلومات عن قيام الجيش الاميركي برفع "عشرات القطع الحساسة" من آليات بيعت للجيش العراقي. وتشير هذه المعلومات الى ان "عربات الهمر التي تسلمها الجيش العراقي من نظيره الاميركي خلال المرحلة الماضية تفتقر الى العديد من القطع الحساسة التي تجهز بها العربات المماثلة التي يستخدمها الجيش الاميركي".
ويقول عضو مجلس النواب كمال الساعدي في مقابلة مع "العالم"، ان "مسؤولية تحديد مواصفات الاسلحة التي يستوردها العراق هي من صلاحية القادة العسكريين".وحول المخاوف التي تبديها الدول المجاورة للعراق من صفقات الاسلحة التي تبرمها بغداد قال الساعدي ان "النظام السابق خلق قلقا وخوفا حقيقيين لدى الانظمة المجاورة للعراق وخاض الحروب مع اكثر من بلد".
واضاف "نحن نسعى دوما الى طمأنة الدول المجاورة للعراق من ان الدستور العراقي والنظام السياسي الجديد فيه لا يسمح بخوض الحروب ضد اي بلد".
ومضى يقول ان "العراق غير معني برفض او تحفظ اي دولة على صفقات سلاح قد يبرمها وواجبنا هو طمأنة هذه الدول فقط".وحول احتمال استيراد العراق لطائرات من اجيال قديمة بسبب عدم وجود امكانات بشرية للتعامل مع طائرات متطورة او لأي سبب آخر، قال الساعدي "نحن نترك التعليق حول هذا الموضوع للقادة العسكريين من المختصين".
لكنه استدرك "لو اعترف القادة العسكريون بهذا الموضوع سيكون لدينا موقف ونعلنه في حينها".
لكن عضو مجلس النواب والقيادي البارز في ائتلاف العراقية اسامة النُجيفي أعلن رفضه لـ"أي تسليح ناقص وغير ملائم للوضع الجديد والتطورات التكنولوجية سواء في التسليح او التدريب ويجب ان تتلاءم مع متطلبات العراق الجديد".وعن مخاوف دول الجوار من تسلح الجيش العراقي باسلحة حديثة، قال النجيفي في تصريح لـ"العالم" ان قضية الثقة بين العراق ودول الجوار "تعتمد على سياسة الحكومة العراقية وعلى المصداقية التي تتحلى بها امام الجيران وامام العالم"، موضحا انه "في الوقت ذاته عليها ان تقنع الاخرين بأن يكون للعراق قوة عسكرية مناسبة ليكون عامل توازن واستقرار في المنطقة وان لا يكون بلدا مستباحا".
بدوره قال عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب السابق عادل برواري ان "العراق بحاجة الى فترة من الزمن لتدريب طياريه على استخدام التكنولوجيا المتطورة". واوضح برواري في تصريح لـ "العالم" ان "مجيء طائرات بتقنيات حديثة قد يفضي الى استعمال خاطئ وبالتالي تفقد القوة الجوية العراقية سمعتها وسط القوات الجوية العالمية".
وذكر ان "الدول المجاورة للعراق من حقها الاعلان عن مخاوفها من امتلاك العراق لاسلحة متطورة فالعراق غير مستقر سياسيا، فضلا عن التدخلات الخارجية التي تعصف بالشأن الداخلي العراقي الامر الذي يبرر مخاوف تلك الدول".
وتابع ان "شراء العراق لطائرات من مناشئ غربية يعتبر امرا جيدا فهذه الدول تشترط على المشترين ان يتم استخدام منتجاتها للدفاع عن النفس وليس مهاجمة الاخرين على العكس من المناشئ الاخرى التي لا تضع الشروط على استخدام اسلحتها".
واضاف برواري وهو قيادي في التحالف الكردستاني ان "الاكراد غير قلقين على مستقبلهم اذا ما كان تسليح القوات المسلحة العراقية من منشأ غربي".
alalem