.
قمرٌ على جدارٍ
….
ما زلتُ صغيرة على أن تخرج كلُ هذه الديدان من حقيبتي،
دفعة واحدة لتنهش جسدي ،
ينسابون من تحت جلدي ، ويدغدغون أصابعي..
أنا لستُ ميتةً تمامًا ؛
الدود ينخر في جسدي ويلتهمني على مهل،
الصورُ المعلقة على الجدران يصدر منها روائحُ نتنةٌ وأصواتٌ شاذة
غالبًا أحب الاستماع إليهم..
.
الحياة لها طرق غريبة في إبقائك حيا رغما عنك،
لتستمتع بالمشهد،
وأنت تُؤكل من قبل الديدان..
وكل شئ من حولك يتعفن ، يصبح ميتا تماما إلا أنت!
في بادئ الأمر ، تريد أن تفتح النافذة..
أن تسمح للشمس بأن تُخيفهم أو تُخيفك أنت أيضا
لربما تزيح عنك هذا الثقل
لربما تحرق أحشاءَك النتنةَ..
.
هكذا.. في كل مواجهةٍ أختبئ وراء الجدران
مرة ، حبست صوتي في صورة وعلقتها،
تركت نظاراتي على الطرف الآخر من الباب،
ورحت أنقر على الجدران، وأتحسس الموتَ ببطء،
أتحسس برودةَ الأجساد الصلبة..
أضرب يديَّ في الحائط ، وأكسر إصبعا.. إصبعا
وأفتعل الفجوات الصغيرة بكل جدار ، ثم أردد:
” سيخرج من عتمتي قمر.. سيخرج من عتمتي قمر “
منقوول