.
حكيم مجلي يكتب : غرائز صيد
10986834_685965611529233_5360553415172865776_n
مطوقا بحبل العمر..حول عنقي..ومشدودا إلى يد شرطي الوقت المثابر…أعمل ككلب حراسة مجد..
أحرس محطات العمر..ليل نهار ..وأأمن قطار حياتي المسافر في الزمن.
/
أشتم أمتعة أيامي على متنه..ادس انفي في سراويلها الضيقة وانبش..بلا تقزز..حفظات الثواني المبللة بغائط الخريف الماضي حين مر بلا رقابة..
/
أفتش في حقائب الفصول..أنتشل جثة الفراغ المطمورة تحت أشيائها..وأنثر حمولة عام من الكآبة..المخبأة بحرص في معاطف الشتاء الزاهية الألوان..على رأس سنة مقبلة بابتسامة صيفية متصابية لا تليق بمحياها الذابل..
/
أشتم روائح الساعات المشبوهة..العق تنورة ليلة قمراء..وأقارب خاصرتها النزقة بغرائز الصيد المتدفقة في عروقي..وأوشك أن أعض مؤخرتها..
/
في الأربعين..صرت أكثر حساسية للزمن..
بت أنبح كل ثانية..اشد معصم شرطي الوقت..بقوة..لألفت انتباهه..
للغيب الذي يمر الآن..بلا جواز سفر في يديه.
لمواسم تجيئ ولما يحن أوانها بعد.
لأعوام تتسرب من زمني بلا تأشيرة خروج.
لأيام تخبئ البارود في أحشائها وتخترق عمري كرصاصات موجهة..
/
يلتفت نحوي..وفي كل ثانية يرخي شرطي الوقت الحبل قليلا حول عنقي..ويطلق اللعنات..
يقسم أنني كلب عجوز..ويعد أن يحررني عند أقرب مقبرة..
/
في الأربعين أيضا..تعلمت كيف أهز ذيلي للوقت..واحلم بالحرية..عند أقرب مقبرة.
منقوول