تمثال الحرية
في
نيويورك
الموقع والمساحة
يستقر التمثال علي جزيرة الحرية الواقعة
في خليج نيويورك
حيث يبعد مسافة 600 مترا عن مدينة جيرسي
بولاية نيوجيرسي
و2.6 كيلومترا إلي الجنوب الغربي من مانهاتن،
بمساحة إجمالية تقدر بـ 49,000 متر مربع)
وصف التمثال
الإسم الرسمي لهذا التمثال هو
"الحرية تنير العالم"
Liberty Enlightening the World
وهو يمثل سيدة تحررت من قيود الإستبداد
التي ألقيت عند إحدي قدميها
تمسك هذه السيدة في يدها اليمني مشعلا
يرمز إلي الحرية،
بينما تحمل في يدها اليسري كتابا نقش عليه
بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"
وهو تاريج إعلان الإستقلال الأمريكي،
أما علي رأسها فهي ترتدي تاجا مكونا من 7 أسنة
تمثل آشعة ترمز إلي البحار السبع
أو القارات السبع الموجودة في العالم
يرتكز التمثال علي قاعدة أسمنتية-جرانيتية
يبلغ عرضها 47 مترا (154 قدم)،
ويبلغ طوله من القدم إلي أعلي المشعل 46 مترا
(151 قدم)،
بينما يبلغ الطول الكلي بالقاعدة 93 مترا
(305 قدم)
ويتكون من ألواح نحاسية بسمك 2.5 مم (0.01 إنش)
مثبتة إلي الهيكل الحديدي، ويزن إجماليا 125 طنا
يحيط بالتمثال كل حائط ذو شكل نجمي
(نجمة ذات 10 رؤوس)،
وقد تم بناؤه في عام 1812 كجزء من حصن وود
Fort Wood
والذي إستخدم للدفاع عن مدينة نيويورك أثناء الحرب
الأهلية الأمريكية 1812- 1815
الزوار
يتم الوصول إلي الجزيرة بإستخدام العبارات،
ثم يقوم الزوار بالصعود إلي التاج أعلي التمثال
بإستخدام السلالم،
ومنه يطلوا علي مشهد بانورامي لخليج نيويورك وما حوله
ويمكن للزائر أن يتعرف علي تاريخ التمثال
من خلال زيارة المتحف الموجود في قاعدة التمثال،
ويتم الصعود إليه بإستخدام المصاعد
في الذراع اليمني الممسكة بالمشعل يوجد سلما
يصعد لهذا التاج لكنه مقصورا فقط علي العاملين بالتمثال؛
حيث يتم إستخدامه في اعمال الصيانة
الازمة للإضاءة الموجودة بالتاج
أما الصعود للمشعل فكان معمولا به حتي عام
1916
حيث أغلق أمام الجمهور
ويتعدي عدد زواره سنويا حاجز
(ثلاثة ملايين) زائر
نبذة تاريخية
فى القرن التاسع عشر في تحديداً عام 1869
قام فريدريك بارتولدي بتصميم نموذج مصغر
لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلا،
وعرضه علي الخديوي إسماعيل
ليتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس
المفتتحة حديثا في 16 تشرين الثانيعام 1869
لكن الخديوي إسماعيل إعتذرعن قبول إقتراح بارتولدي
نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع،
حيث لم يكن لدي مصر السيولة الازمة
لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة
ثم حفل إفتتاحها
إهداء التمثال لأمريكا
في هذا الوقت، كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة
(1870-1940)
تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة
عبر البحار من أجل تأصير أواصل الصداقة بها،
لذلك تم التفكير في إهداء الولايات المتحدة الأمريكية
هذا التمثال في ذكري إحتفالها بالذكري المئوية لإعلان الإستقلال
، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876
وبدأت الإستعدادات علي قدم وساق،
حيث تم الإتفاق علي أن يتولي الفرنسيون تصميم التمثال
بينما يتولي الأمريكيون تصميم القاعدة
التي سوف يستقر عليها التمثال
تمويل المشروع
من أجل ذلك، بدأت حملة ضخمة في كل من البلدين
لإيجاد التمويل اللازم لمثل هذا المشروع الضخم
ففي فرنسا كانت الضرائب ووسائل الترفيه
التي يستخدمها المواطنون وكذا اليناصيب
هي الوسائل التي إستطاعت من خلالها فرنسا
توفير مبلغ 2,250,000 فرنك
لتمويل التصميم وشحنه إلي أميريكا
علي الضفة الأخري من المحيط الأطلسي
كانت المعارض الفنية والمسرحيات وسيلة الأمريكيين
لتوفير الأموال لبتاء قاعدة التمثال،
وكانت يقود هذه الحملة السيناتوروعمدة نيويورك
ويليام إيفارتزالذي أصبح وزير خارجية الولايات المتحدة فيما بعد
غير أن هذا لم يكن كافيا، مما حدي بـ جوزيف بوليتزر
صاحب جائزة بوليتزر فيما بعد
أن يقوم بحملة من خلال الجريدة التي كان يصدرها
تحت إسم العالم
وآتت هذه الحملة ثمارها ونجحت في دفع
الأميركيين للتبرع لصالح المشروع
بدأ عمليات إنشاء القاعدة
ثم لاحقا تم إختيار موقع المشروع علي جزيرة الحرية
التي كانت تعرف حينها بإسم جزيرة بدلو
حتي عام 1956
من ضمن هذه الجهود أيضا ما قامت به
الشاعره الأمريكية إيما لازاروس
حيث قامت بتأليف قصيدة تسمي قصيدة التمثال الجديد
في 2 نوفمبر 1883،
علي أن هذه القصيدة لم تصبح مشهورة إلا
بعد ذلك بسنوات كما سوف يأتي لاحقا
وهكذا، توفرت الأموال الازمة،
وقام المعماري الأميريكي ريتشارد موريس هنت
بتصميم القاعدة وإنتهي منها في آب من العام 1885
ليتم وضع حجر الأساس في الخامس من هذا نفس الشهر
وبعدها بعام إكتملت أعمال بنائها في 22 إبريل 1886
أما عن الهيكل الإنشائي ، فكان يعمل عليه
المهندس الفرنسي يوجيني لو دوك
لكنه توفي قبل الإنتهاء من التصميم،
فتم تكليف غوستاف إيفل ليقوم بإكمال ذلك العمل
وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدني
بحيث يتكون من إطار رئيسي للتمثال
يتم تثبيته في إطار ثاني في القاعدة لضمان
ثبات التمثال
شحن وتركيب التمثال
إنتهت أعمال تصميم التمثال في فرنسا مبكرا
في يوليو عام 1884
فتم شحن التمثال علي الباخرة الفرنسية إيزري
حيث وصلت إلي ميناء نيويوك في 17 يونيو 1885
وتم تفكيك التمثال إلي 350 قطعة
وضعت في 214 صندوق لتخزينها
لحين إنتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها
والتي إنتهت في وقت لاحق لوصول التمثال
وهكذا في 28 أكتوبر 1886
أي بعد إنتهاء إكتمال بناء قاعدة التمثال 6 أشهر
قام الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند
بإفتتاح التمثال في إحتفال كبير،
وقد ألقي فيه السيناتوروعمدة نيويورك
الذي قاد حملة التبرعات
ويليام إيفارتز كلمة بهذه المناسبة
في 15 أكتوبر 1924 تم إعلان التمثال
والجزيرة كأثر قومي،
وتقوم بإدارتها إدارة الحدائق الوطنية
وهي تعتبر الجهة الفيدرالية المنوط بها إدارة
المناطق الآثرية في جميع أنحاء الولايات
في عام 28 أكتوبر 1936 الذي مثل اليوبيل
الذهبي لإنشاء التمثال،
لذلك قام الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت
بإعادة إهداء الثمثال والإعتراف بفضله علي
الأمة الأمريكية
أما في عام 1984، فقد إنضم التمثال إلي قائمة
مواقع التراث العالمي التي تقوم بتصنيفها اليونسكو
وبعدها بسنتين في عام 1986
وإستعدادا للإحتفال بمئوية التمثال،
فقد تم عمل ترميم شامل له وتم تركيب
طبقة ذهبية جديدة للمشعل تتلألأ عليها
أضواء مدينة نيويورك ليلا
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001،
قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال
والمتحف والجزيرة أمام الجمهور
لمراجعة الإجراءات الأمنية وتطويرها،
ثم أعيد افتتاح الجزء الخارجي في 20 ديسمبر
2001
ظلت باقي الأجزاء مغلقة حتي تم افتتاح القاعدة
مرة أخرى أمام الجمهور في 3 أغسطس
ويتعرض الزائرين لتفتيش أمني مشابه لذلك
المعمول به في المطارات ضمن الإجراءات
الأمنية الجديدة
وضع كاميرات في شعلة تمثال الحرية في نيويورك
لاضفاء المزيد من المتعة
حظى تمثال الحرية ببعض اللمسات التكنولوجية
التي أضافت اليه المزيد من الجاذبية
بعد ان تم تركيب خمس كاميرات في الشعلة
التي تمثل أعلى نقطة بالمعلم السياحي الشهير
ليتمتع الناس بمناظر لم يروها منذ نحو قرن
وبدأ تشغيل الكاميرات يوم الجمعة 28 تشرين الأول
من عام 2011
اثناء حفل في ليبرتي ايلاند بمناسبة
مرور 125 عاما على إنشائه
وسيستطيع المشاهدون عبر أجهزة كمبيوتر
بعيدة عن التمثال
رؤية لقطات فيديو على الهواء مباشرة
لحركة المرور والسفن والطائرات بصور شاملة
وبدرجة نقاء عالية تظهر مانهاتن من أعلى
ومنطقة بروكلين وولاية نيوجيرزي المجاورة
وبذلك سيكو للزوار
فرصة جديدة تماما لرؤية التمثال وما حوله
واطلالته على المدينة باكملها
وقبل أن نختم موضوعنا لابد وأن نذكر بأن هناك
نسخة متماثلة من تمثال الحرية في فرنسا
على نهر السين في باريس تم نصبها في العام
1889
ولمحبي الأرقام والتواريخ نضع بين أيديهم
الأرقام والتواريخ التالية
العمر: 125 عاما (في 2011)
تاريخ وضع حجر الأساس: 5 أغسطس 1885
تاريخ نهاية أعمال الإنشائية: 22 إبريل 1886
تاريخ نهاية التصميم في فرنسا: يوليو 1885
تاريخ وصول التمثال إلي نيويورك: 17 يونيو 1885
تاريخ الإفتتاح الرسمي: 28 أكتوبر 1886
تاريخ إعلانه كأثر قومي: 15 أكتوبر 1924
تاريخ إنضمامه إلي قائمة التراث العالمي:1984
وأخيرا نترككم مع بعض الصور الأضافية
لتمثال الحرية
مع أطيب التحيات