.
لا يحقّ للمهاجرِ هنا , ربما في أي بلدٍ آخر
أن يشكو من صريرِ باب
من سعالِ بحّارٍ سكير
من صخبِ صيارفةٍ على مقاعدَ خلفيّة
لمسرحٍ او سيارةِ نقل
لا يحقّ له أن يفتّتَ رغيفاً
لحمائمَ جائعة
*
لا تضح نفسكَ من أجل أي شيء
فكّرْ في الذكريات التي ستتركها للا أحد
وبصديقاتٍ جميلاتٍ فيها , بهاتفِ جيبكَ
المكتظِ برسائلَ لم تجبْ عليها
وماذا عن الجواريب التي اشتريتها قبل أيام ؟
*
أمس , من مرتفعٍ , شاهدتُ ميتاً في مقبرةٍ
يمزقُ كفنهُ وينادي الحارس , مستاءً
من صرخاتِ وضحك راكبي درّاجاتٍ هنا ,
وثرثرةِ لاجئينَ طُردوا من كلّ مكان .
*
لستُ متزن العقل ,
تعرفهُ من ملبسي الصيفي في الشتاء
وحين أستوقفُ مارّة
لأسألهم عن باعةِ مخدرات .
لا أزعمُ بأني موهوبٌ في اي شيء
عدا تكلمي مثل فلاسفة
في قاعةٍ ليس فيها أحد
*
أكتبُ دون أسفٍ أو حزن
يعرفُ ذلكَ أفقٌ غير بعيد
ونهارٌ ينقضي كلّ مساء
ليعودَ نهاراً آخر غداً
يراني، كما تركني، جالساً عندَ بيتٍ صغيرٍ
قربَ قريةٍ : واحدة من سبعة آلاف جزيرة
نصفها فارغٌ والنصف الآخر مكتظّ ببشرٍ
لا يعرفونَ، مثلي، لماذا هم هنا .
ــــــــــــــ
هامش : القصيدة في الأصل بلا عنوان
منقوول