.
ليس عندي غليونٌ أعُضَّ عليه حين أُكلّمُكُمْ
لا ربطة عنق تتدلّى فوق صدري
لا خواتم تلمع في أصابعي
لا صور لي أتنزّه فيها على ضفة نهرٍ بعيد
لا كأس في يدي أقرعُها بكؤوس ندماءَ غامضين
لا شيء ممّا يعجبكم
أنا الدرويش راعي الأشجار إن فهمتموني
أقود الغيوم إلى مصاطب أشجاري
أجرّ مياه الشعابِ إلى بئري التي يرنّ فيها الجفاف
ولا أنام جيّداً حين تخذلني غيومُ الشتاء
أظلُّ أفكّر في أيام المطر القديمة
وطويلاً أصلّي
طويلاً وعميقا ،
لكي يُعيدَها الله .
يُسمّونني البُهلول
وحدي أُسمّي سقيفتي صومعة
وهذا ادعائيَ السريُّ الوحيد
” السقيفة ” أقول للناس
وفي قلبي أقول : الصومعة
غير ذلك، فأنا متفق مع الجميع :
أنا نصف مجنون، ونصف ضال
أنا بُهلولُ البراري كما يقولون
أتحدث مع كبش الغنم في الليل
وأقطع صلاتي،
لأوبّخ الحصان على صهيله الأخرق
ثم لا أعود إلى الصلاة
أنساها أياماً
كأن الأيام ساعات
فإن حطّتْ حمامةٌ في فنائي الصّغير
هدَلتُ لتهدلَ
وصلّيتُ لِتُصلّي
وإن دنا مني قطيعُ الغزلان ؛
ناديته لصلاةِ الجماعة
وقمت أصلّي بلا ركوع أو سجود
سأقرّ بأني ذاهلٌ أو مخطوف
وهم سيقرّون بأنّ ذهولي وانخطافي صلاة .
منقوول