أفادت صحيفة واشنطن بوست الاميركية - نقلا عن مسؤولين أميركيين وأفارقة- أن تنظيمي القاعدة وداعش يتعاونان معا للسيطرة على مناطق شاسعة غرب أفريقيا مما أثار المخاوف من احتمال أن يتحول هذا الخطر إلى أزمة دولية.
وفي تقرير من العاصمة الموريتانية نواكشوط، قالت الصحيفة إن مقاتلي التنظيمين ينسقون على ما يبدو الهجمات والاتفاق على تقاسم مناطق نفوذ فيما بينهما بالساحل الأفريقي، وهي منطقة تقع جنوب الصحراء الكبرى.
وأوضح العميد بالجيش الأميركي داغفين أندرسون (رئيس فرع العمليات الخاصة بأفريقيا) أن المنطقة الريفية المعرضة للخطر غرب أفريقيا أكبر من حيث المساحة من أفغانستان والعراق بمرات عديدة.
وذكرت الصحيفة أنها أجرت مقابلات مع أكثر من عشرة ضباط كبار وقادة عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول بغرب أفريقيا، أكدوا خلالها أن المقاتلين التابعين للتنظيمين ظلوا يستخدمون الآونة الأخيرة أساليب حربية متطورة ويتوغلون بعمق أراضي جمهوريات مالي والنيجر وبوركينافاسو، ويهاجمون قواعد عسكرية ويسيطرون على قرى على نحو مفاجئ.
ووفق مسؤولين، درج تنظيما القاعدة وداعش على عدم الإعلان عن إقامة دولة الخلافة بالمناطق التي تقع تحت سيطرتهما غرب أفريقيا تحسبا من استثارة الغرب، ويستفيدون من الوقت بالتدريب واستجماع قواهم، والتخطيط لشن هجمات قد تطال نهاية المطاف أهدافا دولية كبيرة.
وورد بتقرير أميركي -نُشر في وقت سابق من الشهر الجاري- أن لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة حوالي ألفي مقاتل في غرب أفريقيا. ويُعتقد أن لتنظيم الدولة بالصحراء الكبرى مقاتلين يقدرون بالمئات، وهو ينشط في تجنيد المزيد من العناصر شمالي شرق مالي.
ورغم ذلك، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تدرس إمكانية سحب قواتها من غرب أفريقيا حيث يوجد حوالي 1400 جندي يقتصر عملهم على توفير المعلومات الاستخبارية وتقديم الدعم بطائرات مسيرة، إلى جانب أنواع أخرى من المساعدة العسكرية.
وتقول الصحيفة الأميركية في تقريرها إن هناك نحو 440 جنديا أميركيا يتمركزون في شرق أفريقيا حيث تقدم الولايات المتحدة استشارات عسكرية للقوات الأفريقية التي تقاتل حركة الشباب المجاهدين الصومالية.
ونسبت إلى مسؤولين -يشرفون على تمرين عسكري بقيادة الولايات المتحدة على سواحل موريتانيا- القول إن وزارة الدفاع الأميركية لم تتخذ قرارا إذ تنظر في نقل مواردها إلى منطقة آسيا والباسفيك لمواجهة الصين وروسيا.
من جانبها، حثت فرنسا -التي تنشر حوالي 4500 من جنودها غرب أفريقيا- الولايات المتحدة على البقاء بالمنطقة، وطلبت من القوى الأوروبية الأخرى مضاعفة جهودها.
ورغم أن "القاعدة والدولة" في حالة عداء بسوريا واليمن، إلا أنهما يميلان لدعم بعضهما بعضا بمرونة أكثر غرب أفريقيا. ولا تعزو الصحيفة الأميركية هذا التعاون بين التنظيمين اللدودين إلى عقيدة مشتركة بينهما بقدر ما يكون بسبب الروابط القبلية والهواجس العملية التي تنتابهما.
فالتنظيمان لهما أعداء مشتركون هم الغرب وحكومات دول المنطقة التي يحاولان انتزاع السيطرة منها، حسب قول قادة عسكريين.
وتلفت واشنطن بوست إلى أن كلا التنظيمين يجريان تغييرات بقيادتيهما، فزعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي قُتل بغارة أميركية في سوريا أواخر العام الماضي في حين يعاني زعيم القاعدة أيمن الظواهري (68 عاما) من مشاكل صحية
هي هيج تكول السومرية