كان ثعلبة بن حاطب ياتى الي مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم ويحاول أن ينفرد به ولكن الصحابة كانوا دائما مع النبي لكي يتعلمون منه أمور دينهم، وياخذون عنه شئون دنياهم وفي يوم لاحت الفرصة أمام ثعلبة بعد أن فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من مجلسه، اقترب ثعلبة من الرسول وقال يارسول الله ادع الله أن يرزقنى مالا نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثعلبة وقال له : ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لاتطيقه، قليل نشكر الله خيرا من مال كثير ربما يفسد صاحبة لكن اراد ثعلبة أن يكون غنيا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم اما ترضى أن تكون مثل نبي الله لو شئت أن تصير معي الجبال ذهبا لصارت همس ثعلبة والذي بعثك بالحق، لئن دعوت الله ارزقنى مالا ، لأعطين كل ذي حق حقه .
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء، يسال الله أن يرزق ثعلبة وان يزيد في ماله واستجاب سبحانه وتعالى الى دعاء نبيه الكريم واذا بثعلبة يمتلك قطيعا من الاغنام يبارك الله له فيه فيزيد يوما بعد يوم حتي صار قطعانا شغلت كل وقته لكى يرعاها وصار يعمل ليلا ونهارا و أجهده ذلك حتي صار يصحو في ساعة متأخرة فتفوته صلاة الفجر واكتفي بصلاة الجماعة في الظهر والعصر ثم شيئا فشيئا اكتفى بصلاة الجمعة مع الجماعة ومع الوقت لم يعد يلحق بصلاة الجمعة فلم يعد الرسول صلى الله عليه وسلم يراه في المسجد لذلك قال عليه الصلاة والسلام ….ياويح ثعلبة……ياويح ثعلبة…. ياويح ثعلبة…ونحن نقول ياويله لقد تحقق أمله في المال والثراء هاهو كما نبهه رسول الله ونصحه لم يطيقه ولم يتحمله وترك حتي فروض الله وانزل الله الايه الكريمه التى تقول بسم الله الرحمن الرحيم : “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) ” سورة التوبة .
استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يجمع الزكاة والصدقة ليطهر بذلك مال المسلمين وبعث عليه الصلاة والسلام بمن يتسلم هذه الأموال وتقدم المؤمنون طائعين فقال لهم ثعلبة ما هذه الا اخت الجزيه، كانت هذه هي صرخة الرجل المكلف بجمع الزكاة اذهلته العبارة فهتف صارخا بكلمته ولم يعاود الطلب بل مضى عن هذا البخيل وعاد إلى رسول صلى الله عليه وسلم ينقل إليه هذه العبارة الثقيله فما فرض الاسلام جزيه الا علي غير المسلمين أما الزكاة فهى حق الله وحق المسلمين في مال الأغنياء قال الرسول صلى الله عليه وسلم ويحك ثعلبة ويأتي الوحي الى الرسول بايات من الذكر الحكيم، انزل الله عليه قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : ” ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ( 75 ) فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ( 76 ) فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ( 77 ) ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ” .. وصلت الآيات الى ثعلبة الذي اسرع يريد أن يدفع الزكاة فرفض الرسول أن يأخذ منه وقال له أن الله منعني أن أقبل منك الزكاة وبعد أن وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم رفض الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أن يأخذوا منه الزكاة من بعده .
من الجدير بالذكر أن هذه القصة ضعيفة من ناحية الاسناد ومنكرة من ناحية المتن وقد نبه العديد من اهل العلم قديماً وحديثاً علي ضعفها، إلا ان كثيراً من الوعاظ والمفسرين ذكرها دون ان يقرن ذلك بضعفها والله تعالي اعلي واعلم .