للمدرسين الجدد: 10 استراتيجيات فعالة حول ضبط الفصل الدراسي


للمدرسين الجدد: 10 استراتيجيات فعالة حول ضبط الفصل الدراسي

تسعى الكثير من المدارس، سواء منها العامة أو الخاصة، إلى إغناء مواردها البشرية بمدرسين جدد، ممن يمارسون مهنة التدريس لأول مرة، و ذلك لما تتمتع به هذه الفئة من نشاط و حيوية، و طاقة كبيرة و إقبال على التدريس بعقلية الإبداع و الرغبة في التطوير و المساهمة في حل المشاكل التي تعيق عملية التعلم. فالمدرسون الشباب لم يتسلل الملل بعد إلى نفوسهم، و لم يُستنزفوا نفسيا و جسديا بفعل مهنة المتاعب.
إن الحماسة التي يقبل بها المدرسون على مهنة التدريس، غالبا ما تصطدم بقلة الخبرة أو حتى انعدامها، في مواجهة واقع معقد تختلط فيه طبيعة الفئة العمرية المدرسة، و خصائصها السيكولوجية و الوجدانية، بالعوامل البيروقراطية، بضغوطات الآباء، و تَمَثُّلِ المجتمع للمدرس و المَدْرَسَةِ عموما. واقع بعيد تماما عن أحلام و تمثلات المدرسين الجدد، خصوصا جينما يفقد هؤلاء التحكم في الفصل الدراسي، و يصبح هذا الأخير حقلا لكل أنواع الشغب و الممارسات اللاتربوية، و التي لا تحفز على التعلم، و تستنزف المدرس نفسيا و جسديا بوتيرة سريعة لن يستطيع معها الاستمرار.
في هذا المقال سنحاول أن نعرف المدرسين الجدد على أهم الاستراتيجيات التي تساعدهم في ضبط الفصل الدراسي ، و إنجاز المهام الموكولة إليهم على أحسن وجه.

1- ميثاق الفصل الدراسي
يعد ميثاق الفصل الدراسي استراتيجية ناجعة لضبط المتعلمين، و دفعهم للالتزام الذاتي بالقواعد التي تم الاتفاق عليها عن طريق التفاوض و الاعتراف المتبادل بالحقوق و الواجبات بين المدرس و المتعلمين.
يمكنكم التعرف اكثر على ميثاق الفصل و كيفية إنجازه من خلال المقال التالي:
2- الصرامة و الحزم
لا تتعارض الصرامة و الحزم مع المعاملة بتقدير و احترام للطلاب، و خلق جو محفز على التعلم، بل إن جميع ما ذكر يتكامل إلى حد كبير، فالطالب يجب أن يعرف حدود العلاقة التربوية التي تربطه بمدرسه، و التي من المفترض أن تبنى على أسس الاحترام المتبادل و الموازنة بين الحقوق و الواجبات، لذلك ينصح المدرسون الجدد بالتشدد في تطبيق العقوبات و الجزاءات التي تم الاتفاق عليها في ميثاق الفصل، و أن يحترم هذا التطبيق مبدأ التدرج بحيث تبدأ العقوبة بالإنذار مثلا و الحرمان من الاستراحة، و تنتهي بالاتصال بالوالدين أو الإدارة. فالطالب حينما يدرك أن تصرفاته داخل الفصل لا يمكن أن تمر مرور الكرام، و أن لكل فعل رد فعل حازم من طرف المدرس، سيتخلى تدريجيا عن سلوكاته السلبية.
3- إقامة علاقات جيدة مع الآباء
إن إقامة علاقات جيدة مع الآباء لا تعني بالضرورة الانبطاح و القيام بأي شيء لكسب رضاهم، بل يعني تأسيس علاقات يطبعها الاحترام و التعاون و عدم تجاوز حدود العلاقة المهنية، فالمطلوب هو إشراك الآباء في كل ما يتعلق بأبنائهم سواء النتائج الدراسية أو السلوكات التي تحتاج إلى تقويم على أساس تعاقدي يبين بوضوح لكل طرف في العلاقة ما له و ما عليه.
في هذا الصدد، نحيلكم على المقالات التالية التي لها علاقة بتدبير العلاقة مع أولياء الأمور:
4- ضبط الوقت
تعد مسألة ضبط الوقت من أكثر المسائل التي تشكل تحديا بالنسبة للمدرسين الجدد، فضبط الوقت و التحكم في الزمن المدرسي، و منح كل حصة وقتها المحدد دون زيادة أو نقصان، كلها مهارات تكتسب مع الخبرة في إدارة الفصل الدراسي.
لمساعدة المدرسين في بداية المشوار المهني، نقترح عليهم الاطلاع على استراتيجيات لربح الوقت في المقال التالي:
5- بيئة صالحة للتعلم
من المهم إضفاء بعض الدعابة و المرح على الحصص الدراسية للابتعاد عن الملل و تحفيز الطلاب على التعلم، لكن حذارِ، فليس بين المرح و الفوضى سوى حاجز رفيع إذا انهار انحرف الفصل الدراسي عن وظيفته التربوية، و صارت الساعات التي يقضيها المدرس رفقة طلابه هي أسوأ أوقاته على الإطلاق.
إلى جانب الدعابة و المرح، يمكن لتنظيم الفصل الدراسي أن يساعد على تحفيز الطلاب على التعلم، و تقليص التوتر الذي يؤدي غالبا إلى الفوضى و الشغب. يمكنكم استقاء بعض الأفكار حول كيفية تنظيم الفصل الدراسي من المقال التالي:
6- تعرف على طلابك
لا يمكن أن تحكم على شخص دون أن تعرفه حق المعرفة، الأمر نفسه ينطبق على الطلاب في المدرسة، فالمدرسون الجدد مدعوون لجمع أكبر قدر من المعلومات عن طلابهم، معلومات تتعلق أساسا بتاريخهم الدراسي و مستواهم المادي و وضعيتهم العائلية وترتيبهم بين أشقائهم ومشاكلهم العائلية.. و كل ما من شأنه أن يضيئ بعض الجوانب المظلمة عن سلوك الطالب، والتي لا نجد لها أحيانا تفسيرا سوى إذا عدنا الى ملفه الخاص. وتنبغي الإشاره هنا إلى أن وجود أخصائيين نفسيين واجتماعيين في المدرسة، لا يغني بتاتا عن دور المدرس في هذا المجال، فهذا الأخير هو الأقرب للتلميذ، وهو أيضا الذي يتعامل معه طيلة السنة الدراسية.
7- ترشيد الطاقة
لا يتعلق الأمر هنا بترشيد الطاقة الكهربائية في إطار المقاربة الإيكولوجية، بل بترشيد طاقتك كمدرس جديد تنتظرك سنوات من العطاء، و إذا أعطيت كل ما لديك في السنوات الأولى، فلن تجد بالتأكيد ما تعطيه في منتصف حياتك المهنية أو في أواخرها.
8- استفد من خبرة من سبقوك.. لكن بتحفظ
كمدرس جديد، يمكنك بالتأكيد الاستفادة من خبرة زملائك الذين سبقوك إلى ميدان التدريس، لكن ليس كل ما يقال لك بالضرورة صحيح، وليس كل ما أصاب غيرك سيصيبك أنت أيضا، فلكل مدرس شخصيته الخاصة و طريقته الخاصة و بصمته الخاصة كذلك؛ فخلال حديثك مع المدرسين القدامى، ستكتشف العديد من الشخصيات والعديد أيضا من الروايات عن مهنة التدريس، قد تصل أحيانا حد التناقض، فبين متفائل وحامل رسالة ومتشائم ومتملق و مثبط و متحايل على القوانين واللوائح كل همه مراكمة المكاسب والطرق بأسرع الطرق، ستجد نفسك تائها لا تعرف أيهم تستمع اليه و أي النماذج ستستفيد منه، ولن ينفعك في هذه الحالة سوى حسك النقدي ومبادئك التي ستوجهك لاتباع النماذج الصالحة.
9- علاقات جيدة.. لكن في حدود
كمدرس جديد، ستجد نفسك مضطرا لنسج علاقات مع المتعلمين و الزملاء و الإداريين و المشرفين التربويين و الآباء و مختلف المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية. كما ستجد نفسك، و بدون شعور، مضطرا للدخول في شبكات للمصالح المتضاربة أحيانا، و التي تتطلب منك الاصطفاف إلى جانب طرف ضد طرف آخر.. و في هذه الحالة، يجب عليك التحلي بالكثير من الذكاء الاجتماعي و العلائقي، و الحفاظ على علاقات جيدة و على نفس المسافة مع الجميع، ذلك أن الدخول في الصراعات القائمة قبل ولوجك المؤسسة الجديدة، قد يكلفك الكثير و أنت في بداية مشوارك المهني.
10- التخطيط.. باستمرار
كمدرس جديد، و لتتمكن من ضبط الفصل الدراسي و تحقيق نتائج جيدة مع طلابك، لا تترك أبدا شيئا للصدفة و العشوائية، خطط للدروس التي ستنجزها مع الطلاب، ضع سيناريو للدرس و اضبط جوانبه المعرفية بشكل جيد، حتى لا تظهر أمام طلابك بمظهر غير المتحكم في عناصر الدرس، و تفقد بالتالي سلطتك البيداغوجية عليهم، و هيبتك العلمية أمامهم. حاول أيضا أن تتوقع الأسئلة التي سيطرحونها عليك، حتى تحضر الإجابات الشافية لها.. و لا تنسى أن الطلاب سيختبرونك في البداية، فإذا أثبتت كفاءتك احترموك و قدروك، و استطعت بالتالي أن تضبط فصلك الدراسي و تحوله إلى بيئة سليمة، تتوفر فيها شروط التعلم و التحصيل الدراسي.
كانت هذه إذن بعض الاستراتيجيات التي استقيناها أساسا من وحي التجربة و الخبرة في ميدان التدريس، و من القراءات التي قمنا بها في هذا المجال، و نتمنى أن نكون قد وفقنا في نقل الرسالة، و إفادة المدرسين المقبلين على ولوج مهنة التدريس.