في صباح يوم من أيام الشتاء البارد استيقظ المزارع الطيب «حامد، كعادته ليذهب إلى مزرعته القريبة من منزله . نظر «حامد من نافذة منزله ، كان الثلج قد غطى كل شيء، فارتدي ملابسه، وخرج مسرعا إلى المزرعة ليطمئن على حيواناته. وبينما هو يسير رأى أفعى تستلقي على جانب الطريق.
كانت الأفعى لا تقوى على الحركة من شدة البرد، كان الثلج قد غطى معظم جسدها. توقف «حامد ونظر إليها لبرهة ثم تابع سيره ولكن لطيبة قلبه لم يستطع أن يتركها تموت برد، فعاد إليها ونفض عنها الثلج ثم حملها ووضعها داخل قميصه لتنال بعض الدفء وتستعيد قوتها.
تابع حامد السير باتجاه مزرعته ولكن فجأة أخذ يحس بشيء يتحرك داخل قميصه
علم حامد أن الأفعى بدأت تستعيد وعيها فنظر إليها خلسة ثم قال: مرحبا أيتها الأفعى، هل تشعرين بالدفء الآن؟ لم تقل الأفعى شيئا. عاود «حامد، سيره وبعد حين صارت الأفعى تتلوى بشكل أقوى داخل قميصه. اختلس حامد النظر إليها مرة أخرى وقال: يبدو أنك قد تخلصت من بردك نهائيا، أليس كذلك؟ قالت الأفعى ، وهي تصدر فحيحا فاغرة فاها بلسانها المتشعب: نعم تقريبا .
قال حامد : حسنا أيتها الأفعى كم أنا سعيد من أجلك ولكن عليك أن تعلمي أنني لولم أنقذك لكنت الآن قد مت متجمدة، لذلك أريد منك أن تعديني بأنك لن تعضيني حينما تتخلصين نهائيا من بردك لأنني قد صنعت معك معروفا كبيرة، ومن الواجب أن يرد المعروف بأحسن منه. أومأت الأفعى برأسها وقالت: إنني أقدر لك صنيعك ومعروفك لي وأعدك بأنني لن أغدر بك وأعضك أبدا، ولكن أرجوك دعني الآن في قميصك، حتى أستعيد قوتي ونشاطي فما زلت أشعر ببعض البرد، قال حامد : حسنا سأدعك ولكن تذكري أنك قد وعدتني .
لم يكد حامد يصل إلى مزرعته حتى أحس بأن الأفعى قد بدأت تتحرك وتتلوى بقوة فأدرك أنها قد تخلصت نهائيا من بردها واستعادت نشاطها وقوتها لذلك فتح قميصه ليخرجها ولكن ما أن مد يده حتى عضته وخرجت مسرعة تحاول أن تتوارى بين العشب هاربة. صرخ حامد من شدة الألم وناداها : لم فعلت ذلك؟! ألم تعديني بأنك لن تغدري بي وتعضيني أبدا .. نظرت الأفعى إلى حامد نظرة ملؤها الغدر والخيانة وقالت:
نعم ذلك ما وعدتك به حقا عندما كنت ضعيفة أكاد أموت من البرد
ولكن كان يجب عليك أن تعرف حين أنقذتني أن العض والغدر جزء من طبيعتنا نحن معشر الأفاعي.