الحرب بالوكالة بين امريكا وايران بوساطة عراقية ج 2
في ظل توتر الازمة الاخيرة بين امريكا و ايران قد تأخذ التصريحات الاخيرة صدى واسع على جميع الاصعدة .فتجد الضربة الاخيرة لأمريكا و التي تسببت في مقتل كل من زعيم الحرس الثوري الايراني (قاسم سليماني) و نائب تنظيم الحشد الشعبي (ابو مهدي المهندس) ادخلت دول الشرق الاوسط سواء كان على المستوى المحلي و الاقليمي بل في كافة دول العالم سلسة من التساؤلات و التعقيدات زادت من تدهور الاوضاع الراهنة بشكل كبير .فنجد التصريحات الايرانية قد زادت من حدتها في ضرب المصالح الامريكية .متمثلة بأولى الردود للقواعد الامريكية في العراق من خلال ضرب تلك القواعد في عين الاسد و القاعدة الامريكية في اربيل مما سببت في ارباك للوضع العسكري و السياسي في العراق .وتجد هنا ردود الافعال السياسية في العراق قد اخذت عدت مسارات اخرى تجاه تلك الضربة .ولكن قد نجد هناك عدة تغييرات في المنطقة من خلال ارسال رسائل التهديد من كلتا الدولتين و لكن بطرق مختلفة .فنجد تباين ردود الجانب الامريكي في محاولة الدخول في التفاوضات مع ايران من دون رفع العقوبات الامريكية .اما على المستوى الايراني فنجد تصاعد التوترات السياسية في ايران ومحاولة الانتقام من الضربة الامريكية لإيران باعتبارها انتهاك صريح لحقوق الانسان كما تدعي هي من خلال حرية الاخذ بثأر للضربة الامريكية الاخيرة .ولكن الكل يعلم ما هو دور العراق في تنامي هذه الازمات و لاسيما وضع العراق الذي يعيش في حالة توتر سياسي تجاه عدم وجود دولة في ظل تدهور الاوضاع الحالية فيحاول الاغلبية اخماد الدور الشعبي للمظاهرات الداعية الى التغيير وتشكيل حكومة وطنية مستقلة مع سلسة الاعتداءات اليومية متمثلة بالشهداء و الجرحى في كافة محافظات العراق .وبالمقابل قد تجد المماطلة في تنفيذ الوعود و المتمثلة في ملف حسم تشكيل الحكومة العراقية بترشيح رئيس وزراء عادل و غير منتمي لأي حزب او كتلة سياسية منذ 2003 و حتى الان .و مع مرور اكثر من 100 يوم و تزايد عدد العمليات الاجرامية في كتم صوت الحق بعد سكوت على معاناة دامت اكثر من 16 سنة من انعدام الخدمات و الحس الوطني و الفساد المستشري في كافة انحاء العراق سواء كان الفساد المالي ام الاداري .مما خلفت اسباب عديدة في المطالبة بالتغيير .و توجيه النداءات العديدة الى المجتمع الدولي متمثلة بالأمم المتحدة و مجلس الامن الدولي لعدم جعل العراق في وسط صراعات دولية و هذا الشيء يؤثر تأثيرا مباشرا غلى العراق و يضر بسيادته بالدرجة الاولى من جميع النواحي سواء كانت من حيث مصير الدولة العراقية حكومة و شعبا و تطلعاتها الاقتصادية و علاقتها مع الدول المجاورة من حيث الوجود الامريكي منذ 2003 .والذي كان يستغل الفرص في فرض هذا الوجود بحجة الدفاع ضد تنظيم داعش الارهابي و الذي وجد منذ عام 2014 وحتى الان .فتجد انتشار تلك الاوكار الارهابية في عموم الاراضي العراقية بين مدة واخرى و لاسيما في سفوح الحدود العراقية السورية و التي تشهد عدة حالات لظهور مثل هذه الجماعات المسلحة .و بالمقابل شهدت الولايات الامريكية المتحدة انعقاد منتدى دافوس العالمي الذي عقد في امريكا بحضور العديد من الشخصيات الاقتصادية المهمة من مختلف بلدان العالم و تمت مناقشة العديد من الامور الدولية ولاسيما الاحداث الاخيرة المتعلقة بالشرق الاوسط .حيث لاحظنا اشتراك العراق في المنتدى ممثلا بالسيد رئيس الجمهورية (برهم صالح) و الذي ابدى التعاون الثنائي بين العراق و امريكيا من حل الصراعات السياسية في العراق بانتخاب رئيس وزراء مستقل للعراق .وكان نتيجة ذلك ترشيح (محمد توفيق علاوي) محطة تحول لدى البعض لاسيما المتظاهرين و الذين تباينت آرائهم بين الرفض و القبول و الاستمرار بالتظاهر السلمي بحثا عن التغيير الشامل و الجذري و الحد من الاغتيالات المستمرة .و نجد هنا موقف الضغط على رئيس الوزراء (محمد توفيق علاوي) من قبل الكتل السياسية في تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة .ومن الجدير بالذكر الاتفاقية العراقية –الصينية و التي اخذت مسارا اخر في نشر وباء فيروس كرونا في الصين وعموم دول الشرق الاوسط و هذه الوباء هي لعبة امريكية ضد الصين بالدرجة الاولى من خلال ضرب المصالح الصينية في العالم و تجميد الدور الصيني في العالم سواء كان على المستوى السياسية و الاقتصادية فنجد ان عام 2020 يمثل بداية للحرب العالمية الثالثة من خلال تغير النظام العالمي الجديد ومحاولة كسر طوق الولايات المتحدة الامريكية في خطوة نحو الامام في كشف الديون الامريكية التي اصبحت على وشك الافلاس و من ثم محاولة تحدي السلطات الامريكية في كشف بوادر الاقتصاد الامريكي في مرحلة ما قبل الانتحابات للرئيس الامريكي (دونالد ترامب) وسط توتر في كل الجوانب سواء كانت في مجلس الشيوخ الامريكي من خلال محاولة تقييد دونالد ترامب في ايقاف الازمة مع ايران .وضرب المصالح الصينية .ومحاولة تقريب وجهات النظر مع حكومة اسرائيل من خلال صفقة القرن و الذي تناول العديد من محطات الرفض والقبول سواء كانت على المستوى العربي و الدولي .كل ما سبق هو محاولة لوضع العراق في محطة ضيقة في الخروج من الازمة الحالية و التي تضع لها الحدود وسط مماطلة من الوعود الغير مدروسة مع تباين الآراء و لكن بالمقابل نجد وصول صدى صوت المتظاهرين الى اعلى المستويات من المواقف الوطنية رغم اختلاف وجهات النظر ولكن قد تجد الرؤى المستقبلية نحو بناء روح المواطنة و الخروج من دائرة المحاصصة التي دامت اكثر من خمسة عشر سنة وسط فئة يسعون لخدمة المصالح الشخصية على حساب الشعب العراقي وسط وجود ثروات هائلة ولكن للأسف تبقى الحناجر تصدح بالمطالب دون تنفيذ وذات مصير مجهول فيا ترى الى اين يمضي بنا الزمن ؟
فواز علي ناصر