ذات مساء بارد ...في"شبه الوطن" الذي لا يعد وطنا لأنه ما زال في طور التكوين بسبب افتقاره الى الأمان.. و الأمان هو من اهم المتطلبات التي يجب أن تتوفر في المكان ليصبح "وطن"
كانت تجلس كالعادة وحيدة في حديقة المنزل التي اصفرت حشائشها وذبلت نباتاتها كالتي كانت تعتني بها ... تستمع لأغنيه عراقيه *عتيقه* بصوت سومري دافئ و*حنين*...
هواء بارد يحمل معه رائحة سنادين الياس التي تنتظر ان يشفق عليها احد ويغرسها في الأرض تنظر الى السماء الخاليه تزينها بضع نجوم وغيوم ذات لون باهت تطيل بالنظر الى النجوم لتتذكر بأن تلك النجمه التي تنظر اليها الان مجرد ضوء من الماضي بل ان هذه النجوم اندثرت وماتت منذ الاف السنين ...دون أن نعلم...اذا لم يكن موت النجوم صاخبا على الأرض لا يقام الحداد على نجمة سقطت ولا نعي ينعى لها انها تموت صامته كعادتها وتترك لساكني هذه الارض المجعدة ضوء لامع يأخذه الناس اداة للتغزل به دون نكران فضل القمر ... تلمس قلادتها الذهبيه وتبتسم لانها ترتدي معدن تكون في الارض من بقايا النجوم كما قال العلم ..
تأخذ نفسا عميقا وتغمض عيناها كانت كلمات الأغنيه تداعب قلبها وعقلها معا... خرجت حسره كبيره مع سماعها هذه الكلمات كان قحطان العطار يهمس بها وجعا على شكل غناء ((يا حريمه سنينك العشرين ما مرها العشك ))
سنواتها العشرون ... غريب انها تشعر بأنها اكبر عمرا ...يجب ان يحسب عمر الانسان بضربه في عدد مصائبه ليخرج رقما يساوي حجم خرابه ...
عموما لا تحزنوا ...هنالك خراب جميل أيضا
كما ان هنالك فوضى مرتبه ،لا أعلم كيف ولكنها مرتبه ككومة كتب ،....
تفكر بوصف لنفسها ..انها مهمله ..معطله ..لا وجود لها كقطرة ماء سقطت في شارع مبلل
،فارزة لا تقرأ
،نقطه تائهة في أخر السطر
، فقرة ^للأطلاع فقط ^في كتاب كيمياء لطالب عراقي فاقد للأمل ...
كانت تمثل اللامبالاة وتصطنع الأبتسامه
كانت تعطف على الحيوان وترى الشر في عيون الأنسان الذي اكتسب هذا التفضيل في هرم الخلق عبثا ..
تختم افكارها على صوت صاروخ اطلقه من يخافون الله على من لا يخافونه في وطن لا يعلم احد من ينتمي له ومن لا يفعل ارادت ان تشتم العالم ولكن لا دخل للعالم بذلك ف اكتفت بشتم من يخافون الله .....ومشطت شعرها بأصابعها ونثرته على كتفيها وذهبت لتنام في اللاوطن