ارتفاع ضغط الدم: تأكدي إذا كنتِ مصابة به
بيروت - ماغي شمَّا
ارتفاع ضغط الدم: هل أنتِ مصابة به؟
معدَّل ضغط الدم الطبيعي يبلغ 120 ميلليمتراً زئبقياً للمرتفع، و80 ميلليمتراً زئبقياً للمنخفض. ويعاني عدد كبير من الأشخاص حول العالم من حالة ارتفاع ضغط الدم، الذي يتم وصفه بـ"القاتل الصامت"؛ نظراً لندرة أعراضه.
اكتشفي في الموضوع الآتي كل ما تودين معرفته عن ضغط الدم، مع الاختصاصي في الصحَّة العامَّة وطب الطوارئ د. بلال كرامي:
مراحل ضغط الدم المرتفع
تمرُّ حالة ارتفاع ضغط الدم بالمراحل الآتية:
• مرحلة ما قبل حدوث الضغط ، ما يعني أنَّ الفرد يمتلك عوامل الخطر التي ستجعله مصاباً بالحالة، وذلك عندما يتعدى رقم الضغط (المرتفع) الـ120 ميلليمتراً زئبقيّاً، وصولاً إلى 139 منه.
• مرحلة الإصابة بمرض الضغط، وذلك عندما يُسجِّل رقم الضغط (المرتفع) لديه 140 ميلليمتراً زئبقيّاً فأكثر.
• مرحلة الضغط التي تتطلَّب التوجُّه إلى الطوارئ؛ أي عندما يتخطى رقم الضغط (المرتفع) 180 ميلليمتراً زئبقيّاً؛ لأنَّ هناك مجموعة من المشكلات التي تنتج عن هذا الارتفاع، خاصَّة على المدى الطويل، وأبرزها: المشكلات في شرايين القلب، والتصلُّب في عضلة القلب، وبالتالي الفشل اللاحق بوظيفة القلب، والفشل الكلوي المزمن، والجلطات الدماغيَّة، سواء كانت جلطات نزيفيَّة، أو عبارة عن انسداد الشرايين بالدماغ، والمشاكل في شرايين الأطراف، والتأثير سلباً على شبكيَّة العين.
إشارات يجب أخذها على محمل الجدّ
التعب الدائم قد يشي بارتفاع ضغط الدم
تُكتشف 70% من أمراض الضغط عن طريق الصدفة؛ أي من دون أن حدوث أية أعراض. لذا، يجدر بكل فرد بلغ الثامنة عشرة من عمره أن يقيس معدَّل الضغط لديه؛ فإذا جاءت النتيجة ضمن المعدَّل الطبيعي، وهو كان لا يدخِّن؛ عليه أن يخضع مُجدَّداً لقياس الضغط كلَّ ثلاث سنوات. أمَّا إذا كان الفرد مُدخِّناً، ويمتلك استعداداً للإصابة بالمرض، أو أن أحد أفراد عائلته مصابٌ به بالفعل، أو هو يشكو من الكولسترول المرتفع أو من السمنة أو من مرض السكري، أو أيَّة مشاكل صحيَّة أخرى؛ فهو معرَّض للإصابة بارتفاع ضغط الدم. وبالتالي، يجب عليه مراقبة معدَّل الضغط لديه كلَّ عام.
علماً بأنه قد تظهر بعض الأعراض الدالّة على ارتفاع ضغط الدم لدى 30% من الحالات، ومنها: الصداع، نزيف الأنف، والتعب الدائم.
قياس ضغط الدم
لتحديد ما إذا كان ضغط الدم لدى المرء مرتفعاً، يجب تكرار قياس الضغط في ثلاثة أيَّام متتالية؛ لأنَّ هناك عوامل عدَّة مؤثرة في ارتفاع ضغط الدم خلال اليوم؛ كالنشاط البدني، والحالة النفسيَّة، ونوع المأكولات المستهلك، وقدر الكافيين المستهلك. وإذا كان المعدَّل يفوق 140 ميلليمتراً زئبقيّاً؛ فهذا يعني أنَّ المريض مصاب بالضغط، وبالتالي يجب بدء العلاج، مع الأخذ بالاعتبار الآتي: إذا كان الفرد صغير السن، ولا يعاني من أيَّة مشكلة صحيَّة (السكري وأمراض القلب)، فيما يتراوح رقم الضغط (المرتفع) بين 140 و150 ميلليمتراً زئبقيّاً؛ فإنَّ العلاج عندئذٍ يتركَّز على إجراء تعديلات في نمط الحياة، تشمل: خسارة الوزن إذا كان يشكو من السمنة، التخفيف من الملح في الطعام (غرامان من الصوديوم في اليوم، في الحدِّ الأقصى)، تجنُّب شرب القهوة، الإقلاع عن التدخين، مع ممارسة أي نوع من الرياضة لثلاثين دقيقة، يوميّاً. وبعد انقضاء شهرٍ، وفي حال انخفض معدَّل الضغط لديه، فليس من الضروري تعاطي عقاقير خافضة للضغط، بل يتم الاكتفاء بمراقبة مُعدَّل الضغط لديه، بصورة دوريَّة.
إشارة إلى أنَّ الأدوية المخفِّضة لرقم ضغط الدم (المرتفع) كثيرة؛ بعضها يعدّل الضغط من خلال تأثيره في القلب، أمَّا بعضها الآخر فيُعزِّز عمل الكليتين في تصريف الماء من الجسم من خلال إدرار البول. وهناك فئة من هذه الأدوية التي تخفِّف عدد نبضات القلب، وأخرى توسِّع الشرايين، أو تعدِّل نسبة الأملاح بالجسم.
أسباب مسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم
المبالغة في استهلاك الملح تسبب ارتفاع ضغط الدم
يرجع ارتفاع الضغط إلى أسباب عديدة، علماً بأنه تغيب في بعض الحالات الأسباب الواضحة للإصابة. ومن الأسباب المسؤولة عن ضغط الدم المرتفع، بحسب د. كرامي:
• العامل الوراثي المسؤول عن تكوين غشاء الشرايين، ونوع سيولة الدم.
• تعاطي بعض العقاقير الطبيَّة، لا سيَّما مضادات الالتهابات لوقت طويل، فضلاً عن الأدوية التي تحوي مركَّب الـ"إفيدرين".
• المغالاة في استهلاك عرق السوس، سواء على شكل طعام أو شراب.
• المغالاة في استهلاك الملح في الطعام.
• الشكوى من مشكلة في الكليتين، خصوصاً عندما يزيد كم الماء بالجسم، فيرتفع الضغط تالياً.
• تورُّم الغدة الكظريَّة Pheochromocytoma الكائنة فوق الكليتين، الحالة التي تُصيب الفئات الشابَّة، خصوصاً.
وهناك عوامل مؤثِّرة في حدوث ارتفاع الضغط، ومنها: التدخين، والإصابة بـ"الكولسترول" والـ"تريغليسيريد" والسكري والسمنة.
وللوقاية من ارتفاع ضغط الدم؛ يُستحسن المواظبة على قياس مُعدَّل الضغط منذ سنِّ الثامنة عشرة، وتجنُّب الأسباب المسؤولة عن ارتفاع الضغط؛ كتناول مضادات الالتهابات لوقت مُحدَّد، أو في حال استعمالها طويلاً، يجب أن يبقى الطبيب مُشرفاً على الحالة. ومن العادات اليوميَّة المُساعدة، في هذا الإطار: تجنُّب إضافة الملح إلى الوجبات أو الإفراط في تناول الصنوف المالحة، وتجنّب الوجبات السريعة؛ لأنَّها ترفع "الكولسترول"، وبالتالي قد تؤثِّر في معدَّل ضغط الدم المرتفع، فضلاً عن التخفيف من استهلاك الكافيين، لا سيَّما القهوة، والمواظبة على أداء الرياضة، يوميّاً، والإقلاع عن التدخين.