عندما لا يتعلم الإنسان العطف، والحنان في طفولته، فمن الصعب أن يعلم شيئاً عن تلك القيمتين في الكبر، وهذا كان حال "شديد"، رجل قلبه ميت، إتسمت تربيته بالشدة، فلم يرحم إنسان، أو يرفق يوماً بحيوان.
كان له إبنُ يشبهه قلباً ووجهاً، لم يتجاوز العاشرة، وهو نقطة ضعفه الوحيدة، ويشاءُ القدر في صباح يوم ذهاب الولد لمدرسته، أن يصطدم جسده الرقيق بسيارة مسرعة، ليخرج الأب من منزله مسرعاً مرتجفاً سائلاً الله سلامة ولده، لكنه وجد جثمانه محاط بدمائه، ليسقط الرجل صاحب القلب الغليظ باكياً، وبعد دفن الطفل وإنتهاء مراسيم العزاء، ينصرف الناس عن شديد، ليعود إلى مكان الحادثة، ويجلس على الأرض باكياً.
لتأتي إليه كلبةُ شاردة تواسيه بطريقتها، فقد رأت الحادثة، وتشعر بحزن الأب لفقدانه ولده.
وبعد أن نظر "شديد" إلى الكلبة يتذكرها، قد كانت شاردة، ولديها من الأبناء أربعة، قتلوا جميعاً على يديه، في غيبة أمهم التي لم تعلم من قتل أبناءها.