.
الجانب الآخر من الوطن
…………
لنعدوَ الآنَ خلفَ الوقتِ حتى نمسِكَ بفراشةِ الاحتمالاتِ،
حتماً لم تنتظرْنا في شرنقةِ التساؤلاتِ،
من حلمٍ وأكثر تسافرُ في الحقولِ البعيدةِ عن الشخيرِ الأسودِ
إلى متى نهدهدُ الليلَ كالطفلِ العليلِ ؟
لنضمَّ الهواءَ الخارج من رئةِ البحرِ حتى نذوبَ بملحِ الحنينِ ،
الوطنُ في الغربةِ أشهى، والطريقُ إلى الجنة لا تمرُّ من شوارعهِ،
إلى متى نلعنُ الصباح كبذرة الخطيئة ؟
لنمزّقَ عن صدورِنا قميصَ الآهاتِ،
ونعانقَ الغيابَ عراةً من الصدفةِ، وحكاياتِ الجدةِ، وأمنياتِ الأب المخذولِ،
جلدُنا على الجانبِ الآخرِ من الجحيمِ أنقى..
إلى متى تلدُ الأمهاتُ قبوراً بلا شاهدةٍ ؟
لنسألَ الطيورَ عن مواسمِ الهجرة،
ونغفلَ عن علاماتِ الطريقِ وراءنا،
ندوّنُ في الظهيرةِ قيلولةَ الذكرياتِ الحارقةِ ،
عن بيتٍ وحديقةٍ وقطةٍ عسليةٍ تستظلُ بشجرةِ برتقالٍ..
إلى متى نرددُ الأغنياتِ الخرساءِ ؟
لنقبّلَ الأرضَ بشوقٍ، ونلقي تحيةَ الوداعِ،
ونرافقَ الموتَ إلى الجانبِ الآخرِ من الغربة.
منقوول