.
قلب طازج لا يصطنع البهجة
…….
فِي زَمنٍ آخرْ يُشْبه ارتخاءةَ شعرِكِ فوقَ كتفِيِ،
ولمعةَ شَفَتيْكِ حين تَمْلُصانِ مِن أسنانِي،
سأَسْرِقُ كُلَّ أبوابَ المسارحِ وجُدرانِهَا،
كيْ لا يكونَ ثمةَ فواصلٌ بيْن المارةِ والخشباتِ
تُوغِلُ في ميلودراميةِ هذا الوجودُ العبيطْ
سيُصْبِحُ العالمَ جروتسكيًّا بما يكفي لنزعِ أقنعةِ الوقارِ
التي تَخْدعُنَا مِن فَوْقِ المَنَابرْ
سيتَبَادلُ الجميعُ كُلَّ الأدوَارِ وسأحْتَفظُ لنَفْسي بدوْرِ مهرجٍ،
ينزفُ أفراحًا لعيْنَيْكِ بعدَ رصاصةٍ تلقَّاهَا في الظلامِ مِنْ بُنْدقيّةِ شُرطيٍّ مُخنثٍ..
ثم أموتُ غريبًا ومُطارَدًا،
يَلهَثُ ورائِي تاريخٌ أعْرجٌ، لطَالمَا جاهدَ أَنْ يغْرِسَ أسنانَهُ فِي كعبِي،
بعيْنيْنِ جَاحِظَتَيْن مِنْ أثرِ الرُّعْبِ،
سيدْعوُ كُلَّ غربانِ العالمِ، لتصلّي على جُثَّتِي، ثُم تُدفنُهَا،
فِي طينٍ تقيّأَه النّهرُ،
ولا تترُكُ عَلامةً، يُسْتَدَلُ بها على قبرِيِ.
وحدَكِ ستُدْركينَ المكانَ، وتَجيئينَ حاملةً صُبَّارةً، وكوبًا من القهوةِ ، نَشربُهُ سويًّا في صَمْتٍ، ونحنُ نُدخّنُ سيجارةً واحدَةً، ثُمَّ نتلوُ معًا، ما تيسّرْ مِنْ « سيرة المجنون » وتُعْلنِينَ أنَّني الهمجيُّ عشتُ حاملاً قلبي طازجًا على كفيَّ وأخرجتُ لِساني لأصحابِ الحوانيتِ الّذيِنَ يبيِعُونَ المشاعرَ المعلبةَ، وعِندمَا يقتادُونَنَي إلى جحيمِ السماءِ سَأرفُضُ مقابلةَ أحدٍ ممن عرفتُهُم في جحيمِ الأرضْ ،سأطفئُ هذا الحريقَ الربانيَّ بضحكةٍ باردةٍ كالعزلةِ، وممتدةٍ كالهزيمةْ. سأصرخُ لا تصدقُوني أيّها الناسْ، فذلكَ لنْ يَمنحْ قَلبِي شيئًا مِنْ البهجةِ. لا حاجةَ لِي بِكُم، تكفيني نُبُوتي التي تجلَّتْ على خِصرِ حبيبتي، حِين رَقَّصُه نقرُ أظافرِي على حافةِ الكأسْ.
لأنَّكُم لا تُحسِنونَ الرقصَ،
تقولون إنّي شاعرٌ مُخبَّل،
أو كافرٌ أغواهُ الشيْطانْ.
هل يُمكِنُ للشيطانِ أنْ يُغوي الغوايةَ نفسَهَا؟
أنْتُم تنامون كالدببةِ بلا أحلامٍ ملونةٍ،
وأنا أموتُ حالمًا وبريئًا من الركوعِ لذا سوفَ أُدفنُ واقفًا،
وأُصبعي الأوسط منتصبًا في الريحٍ كشاهدٍ لقبري.
منقوول