يعلم جميعنا أو بعضنا المقولة الشهيرة “المرأة نصف المجتمع وتلد النصف الثاني” إذن فدور المرأة الهام في المجتمع كله لا يخفى على أحد، والإسلام يعرف قدر المرأة وأهميتها ودورها في تكوين وبناء الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع فأكرمها أشد التكريم ورفع قدرها عاليا كما سنوضح ذلك في هذه المقالة اقرأ أيضًا لا تدعهم يغتالون طفلك فكريًا و أولادك يحتاجونك!
.. والحقيقة أن أعداء الإسلام والمسلمين أيضا لم يغفلوا هذا الدور للمرأة في بناء المجتمع المسلم لذلك عندما أرادوا هدم المجتمع المسلم استهدفوا المرأة أولا.
كثيرة هى المقالات والكتب التى تحدثت عن المرأة ودورها وكيف أن الإسلام كرمها وأعزها ولأن الضد يوضح أمره الضد سنعرض هنا كيف كانت المرأة قبل الإسلام سواء عند اليهود أو اليونان أو الرومان وعند النصارى وفي الهند وحتى عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام، وكيف تبدل حالها وأصبحت ذات شأن وقيمة في الإسلام.
المرأة عند اليهود
وكانت تُحرم من الميراث إذا كان لها إخوة ذكور، فلا تعطى من مال أبيها شيئا إلا إذا أعطاها هو أثناء حياته؛ جاء في سفر أيوب الإصحاح الثاني والأربعون: “ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض، وأعطاهن أبوهن ميراثـًا بين إخوتهن، وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة”
والمرأة عند اليهود أثناء حيضها نجسة، وكل ما تلمسه يكون نجسًا، بل كل مَنْ وما يلمس ما لمسته يكون نجسًا؛ جاء في سفر اللاويين، الإصحاح الخامس عشر: “وإذا كانت امرأة لها سيل وكان دمًا في لحمها فسبعة أيام تكون في طمثها، وكل من مسها يكون نجسًا إلى المساء، وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجسًا، وكل من مس فراشها يغسل ثيابه، ويستحم بماء، ويكون نجسًا إلى المساء، وكل من مس متاعًا تجلس عليه يغسل ثيابه، ويستحم بماء، ويكون نجسًا إلى المساء، وإن اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسًا سبعة أيام، وكل فراش يضطجع عليه يكون نجسًا”
بل وصل الأمر عند اليهود القدامى – كما ينقل التليدي – أنهم يعتبرونها كالخدم المملوك، بحيث يحق لوالدها أن يبيعها قبل أن تبلغ الحُلُم.
أما فارس:
فقد كان فيها مذهبان شائعان، أحدهما (الزرادشتية) وهي فلسفة اعتنقها الحكام والوجهاء، وكان من مبادئها تفضيل زواج الرجل من أمه أو ابنته أو أخته.
أما المذهب الثاني فهو مذهب (المزدكية) ويقوم هذا المذهب على فلسفة عجيبة إباحية، حيث يعتبر النساء والأموال لا حرمة لهما، بل العالم كله شركة فيهما، منزلتهما في ذلك منزلة الماء والنار والهواء والكلأ.
أما المرأة عند اليونان
كانت الأساطير اليونانية قد اتخذت امرأة خيالية تسمى (باندورا) ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه، كما جعلت الأساطير اليهودية حواء العين التي تنشق منها جداول الآلام والشدائد
فلم تكن المرأة عندهم – اليونان – إلا خلقـًا من الدرك الأسفل، وفي غاية من المهانة والذل، في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية؛ وأما منازل العز والكرامة في المجتمع فكانت مختصة بالرجل!
كما يحدثنا التاريخ عن اليونان أيضـًاأنهم في فترة من تاريخهم كانوا يضعون القفل على فم المرأة، حتى لا تتكلم إلا بإذن ولي أمرها، الذي يملك مفتاح القفل، يفتحه ويسده متى شاء، ومنعوها من أكل اللحم
ويؤثر عن فيلسوفهم سقراط:
“وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة، ولانهيار العالم، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة، ظاهرها جميل، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً”.
أما عند الرومان والنصارى:
انعكست الحال رأسـًا على عقب، فلم يبق لعقد الزواج عندهم معنى، سوى أنه عقد مدني فحسب، يتوقف بقاؤه ومضيه على رضا المتعاقدين.
ثم سهلوا أمر الطلاق تسهيلاً جعله شيئًا عاديًا يلجأ إليه لأتفه الأسباب، وقد بلغ من كثرته أن جعلت النساء يعددن أعمارهن بأعداد أزواجهن، كما يقول الفيلسوف الروماني الشهير، “سيكا” (4 ق م – 56م).
وقد ذكر القديس جروم (340 – 420م) أن امرأة تزوجت في المرة الأخيرة الثالث والعشرين من أزواجها؛ وكانت هي أيضًا الزوجة الحادية والعشرين لبعلها.
كما يتفق اليهود والنصارى على ما جاء في التوراة وهو العهد القديم في كتاب النصارى كما جاء في جاء في سفر اللاويين، الإصحاح الخامس عشر: “وإذا كانت امرأة لها سيل وكان دمًا في لحمها فسبعة أيام تكون في طمثها، وكل من مسها يكون نجسًا إلى المساء، وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجسًا، وكل من مس فراشها يغسل ثيابه، ويستحم بماء، ويكون نجسًا إلى المساء، وكل من مس متاعًا تجلس عليه يغسل ثيابه، ويستحم بماء، ويكون نجسًا إلى المساء، وإن اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسًا سبعة أيام، وكل فراش يضطجع عليه يكون نجسًا”
أما المرأة عند الهند
وعن الفترة التي أشرقت فيها شمس الإسلام، وعن حال الهند في ذلك الوقت يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي: “إنه قد اتفقت كلمة المؤلفين في تاريخها أن أحط أدوارها ديانة وخلقًا واجتماعًا، ذلك العهد الذي يبتدئ من مستهل القرن السادس الميلادي، فقد ساهمت الهند مع جاراتها وشقيقاتها التدهور الأخلاقي والاجتماعي”.
وعن منزلتها ومكانتها في مجتمعهم وشرائعهم يقول التليدي: “بلغت إهانة المرأة والعبث بكرامتها عند قدماء الهنود أن الرجال كانوا يقامرون بزوجاتهم، وقد يربحون فيأخذون زوجات غيرهم، وقد يخسرون فيأخذ الغير زوجاتهم، وكان في شرائعهم:
“أن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي خير من المرأة، وأنها نجس ورجس”، وعند بعضهم: “المرأة وضعت لإغواء وفتنة الرجال”، وكان من حكمهم على المرأة: “أنها لا تأكل اللحم ولا تتكلم، ولا تضحك”.
المرأة عند العرب قبل الإسلام:
أما المرأة عند العرب فقد كانت محل تشاؤم منذ ولادتها، قال تعالى: “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ” النحل: 58، 59.
وكانت بعض القبائل يقتلونها وَأْدًا، قال تعالى: “وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ” التكوير: 8، 9.
فإذا سلمت البنت من الوأد وكبرت صارت مهضومة الحق، فلا ترث، ولا تختار زوجها، وربما لم تشاهده إلا ليلة زفافها، ولم يكن للطلاق عدد معين، فكان زوجها ينكل بها، فكلما قاربت من انقضاء عدتها راجعها مرة أخرى، وهكذا، فلا هي متزوجة، ولا هي مطلقة، بل هي كالمعلقة، فإذا أضيف إلى ذلك أنه لم يكن عند العرب نظام أو قانون يمنع الزوج من النكاية بزوجته علمنا مدى الضرر والأذى الذي كان يلحق بها، وكان من نظام الزواج عندهم إباحة التعدد، بلا نهاية.
وكان من حق الولد أن يتزوج امرأة أبيه إن مات، وفي ذلك يقول تعالى: “وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً” سورة النساء: 22.
وكانت المرأة تورث بعد وفاة زوجها ضمن سقط المتاع الذي يخلفه وراءه!