.
منذ سنواتٍ بعيدة
ابتلعتُ فراشةً وأنا أغنّي
فراشةً طارت إلى حنجرتي، كما تفعل الفراشات باتجاه النار
ليس صوتي جميلا، ولا أعرف ما الذي جذبها
حاولت لفظَها كما فعلَ الحوت بيونس،
زرعت لها على سور نافذتي يقطينًا،
وسرّبتُ لها الدعاءَ المناسبَ
لكنها لم تخرج..
الآن تقف الفراشات على أنفي
وعلى رأسي و يدي وكتفيَّ فجأةً ..
لستُ جديرًا بمحبتهم،
ولا نورانيًّا بما يدفعهم للوقوف على جسدي مطمئنين..
إنهم يزورون أُخَتَهُم التي تسكنُ وحيدةً في الداخل..
أنا شاهد قبرها، أنا قبرُ فراشةٍ
مرّت ذاتَ غناءٍ من هنا، وأغرتها حنجرتي بسُكْنَاي..
سارتْ إلى داخلي، ولم تخشَ الوَحدة
إنها تناديهم فيُلَبُّونَ النداءَ:
يا كلَّ فراشةٍ تمرُّ من هنا، إنني في الداخلِ، وحيدةً أسكنُ،
وقُربُكم يؤنسني، يا أخواتي إذا غنّى هذا الرجلُ فأسرعوا إلى حنجرته،
إنها مزمار صالح للسُكنى،
إن لم تستطيعوا، فامكثوا قليلا بالقرب مِنَّا؛ فأنا وهو وحيدان
وحيدانِ جدا ..!
منقوول