.
سيرة
…
أنا ابنُ شوارعٍ
أدَّبَني الطريقُ
ومَنَّ الرصيفُ عليَّ بحجَرٍ قديمٍ،
بلا أبٍ.
أميَ الشجرةُ
والعابرون جميعُهم
إِخْوَتي.
/
شيطان
…
بربّكَ، ماذا أفعلُ؟
الوقتُ لا ينتهي هُنا
وأنا لا أتسلَّى بأحَدٍ
أنا وحِيدٌ
وحِكْمَتي لا تنْفَعُني، فماذا أفعلُ؟
تعال وخُذْ مكانَتي
كُن مَلْعوناً
بخطوةٍ باردةٍ في ظِلِّ اللهِ،
وبِصَمْتٍ مُبارَكٍ
كُنْ واحداً بلا زوجٍ أو خَلَفٍ
أو كُن نِدّاً
لنديدٍ لن تراهُ.
تعال وخُذْ حِكْمَتي
خُذْ ناريَ كلَّها
أو إن شِئْتَ خُذْني
أَلْبِسْني طِينَتَكَ ودعْني أذهبُ تحتَ الشمسِ
وحين تَراني أجْتازُ الحقْلَ، اتْبَعْني
خُذْ قَبْضةً من أَثَرِي واتْبعْني
سنزْرعُ الصحراءَ للملائِكةِ الطيِّبينَ من بعْدِنا
أنا سأضْغَطُ على التُّرابِ بأقدامي
وأنتَ ستَرْمي في كلِّ أَصِيصٍ حَبَّة.
/
هجران
…
هجرَني
تفلَ اللقمةَ الناشفةَ في صَحني وغادرَ
لم أفهمْ
كنتُ سأعوي
لكني كفرسِ النَّبيِّ
لَجَمْتُ شيْطانِي وسَكَتُّ.
هجرَني بيديْنِ مبْسوطتيْنِ
وبأقدامٍ تمشي في الهواءِ
أَوْرَثَني الكتابةَ كما يُريدُها، فقُلْتُ:
كلُّ الأقدامِ التي في الخارجِ لا أريدُها
أريدُكَ أنتَ
لا آنَسُ إلا بِصُحبتِكَ
وبيتيَ الصغيرُ لا يُحِبُّ سِواكَ،
فلا تذهبْ
لا تترُكْني إلى نفْسي
لا تترُكْني وحيداً أُحدِّقُ في صَحْنِ الزَّيتِ
سقَطَ وجْهي من الحياءِ
وانفطرَ قلْبي مثلَ قمرِ النَّبيِّ
أَرِحْنِي
أَرِحْنِي وافتحْ رسالتي:
يا اللهُ
اليومُ أَطْعَمْتُ جارِيَ لُقْمَتِي،
فعُدْ.
….
منقوول