عندما يقرأ المسيحي ، خصوصا السطحي، بعض النشرات التي تصدر عن بعض الجمعيات والموؤسسات التي تسمي نفسها " تبشرية"، يعتقد انه فهم دينه ، مع ان هذه النشرات تغفل فعلا ذكر الاعتراف ووجود المسيح الحقيقي في القربان الاقدس وسر الكهنوت المقدس وضرورة الخضوع للكنيسة الرسولية وإكرام سيدتنا مريم العذراء والقديسين.
الخطر من وراء نشرات لاتحوي سوى أيات من الكتاب المقدس هو :
أ)إمكان سوء فهم الأيات الواردة لأن كلام الله سهل أحيانا ولكنه عسير صعب أحيانا اخرى
( بطرس الثانية 3 : 15).
ب)إمكان التوهم ان الدين المسيحي والتقوى محصوران في معرفة أيات من الكتاب المقدس أو حفظها غيبا. فقد كان الفريسيون والكتبة مثلا، يستشهدون بالكتب المقدسة. ومن العبرانيين من يعرف التوراة غيبا ويعرف كم كلمة وكم فصل في الكتاب الفلاني من العهد القديم.
فالدين المسيحي ليس كتابا وليس كتابا فقط ، وإن كان الكتاب هو مرجع الإيمان فإنه ليس المرجع الوحيد. والسلطة لتفسيره لاتوهب لكل فرد بل للكنيسة وهي" عماد الحق وركنه"(1تيموثاوس3: 15)
. والكنيسة ليست فقط جماعة المؤمنين بلا رئاسة ولانظام ولارعاة، بل مع خلفاء
الرسل، وهم الاساقفة المرسومون حسب إيماننا القويم الجامع الرسولي.
الدين المسيحي ليس فقط كلاما جافا رنانا طنانا بل إتباع للمسيح وخضوع لكنيسته ولرسله وخلفائهم ، ورسله هم بطرس(رومه الاسكندرية) ويعقوب( القدس) وغيرهما.
الدين المسيحي هو اشتراك في حياة الكنيسة وأسرار الكنيسة. هو قبول العماذ، ونحن صغارا او كبار، من يد الكهنه او الشمامسه، وهو قبول سر التثبيت عن طريق الاسقف أو الكاهن؛ وهو قبول سر القربان الاقدس والاعتراف بأن هذا هو فعلا وحقا جسد المسيح ودمه الكريمان؛ وهو الاعتراف بالخطايا امام الكاهن، حسب العادة المتبعة في كنيستنا المقدسة الكاثوليكية والارثوذكسية ، وهو قبول مسحة المرضى بالزيت المقدس من أيدي الكاهن. والخضوع للمسيح عند المؤمن الذي يسلك السبيل القويم لايمكن أن يـُولد تمردا على الكنيسة الرسولية، مهم كانت عيوب رجالها ومؤسساتها