هل من فرق بين السيميائيات والسيميوطيقا والسيميولوجيا ؟
أمّا السيميوطيقا والسيميائيّات فهو شيءٌ واحد وإنّما الفرقُ في اللّفظِ ،
فالسيميوطيقا لفظٌ منقول من Sémiotique من غيرِ تصرّفٍ صرفيّ لفظي،
أمّا السيميائيات ففيها تتصرّفٌ في تعريبِ اللفظ حتّى ينضبطَ تحتَ جمهرَةٍ
من الألفاظ ذلِك الصيغَة الجَمْعيّة ، مثل اللسانيات و الاجتماعيات والإنسانيات ...
أمّا السيميولوجيا فهو اصطلاح مختلِف عن السيميائيات، فالسيميائيات مصطلَح
يدلّ على نظرِيّة لدراسَة العلامات كما عرّفَها شارلز سندرس بيرس الأمريكيّ
Charles Sanders Peirce، وعرف الاصطلاح تطوّراً كبيرا فيما بعدُ مع ظهورِ نظرياتٍ
لسانية واجتهاداتٍ جديدَة في عالَم العَلامات والتطبيقات الدّلالية pratiques signifiantes،
وتُعنى السيميائياتُ بكلّ العلامات و الرموز والصّور و المفاهيم والأفكار، خلافاً لباقي
المستوياتِ اللسانيّة التي تنحصر في مجالٍ محدّد من مجالات البنية اللغوية كالدّلالة
والصّرف والأصوات ... و تُعنى السيميائات بقوانين إنتاج العلامات والعلاقات الرابطة
بين هذه العلاماتِ والمفاهيم والأفكار... بل تخصص اللّفظُ في دراسة علاماتِ النّصّ
على وجه الخصوص
وعرَف المصطَلَح تطوّراً على يد شارل موريس الذي حدّد للسيميائياتِ ثلاثَة أبعادٍ هي
- الدّلالة أي العَلاقة بين الدّوالّ والمدلولات
- والتّركيب أي علاقات العلامات فيما بيْنَها
- والتّداوليات أي علاقات العلامات بمستعمليها
وتجد السيميائياتُ جذورَها في الإبستيمولوجيا وفلسفة العلوم والمنطق، وفي علم النّفس
أمّا السيميولوجيا أو علم العلامات فقد كانت في البدايَة شعبة من شعبِ الطّبّ ، تُعْنى
بالعَلامات السّريريّة signes cliniques و أعراض الأمراض et des symptômes des maladies
ينتسبُ وضع المصطلَح إلى الباحث في الطّبّ Emile Littré وجاء دوسوسير فيما بعد فوسّع
دلالَة المصطلَح فأصبَح علماً يدرس حياةَ العلاماتِ داخلَ المجتَمع