.
عن زمن المؤتمرات الهزيلة
…..
لقد شدت حبال الغسيل تحت أذان العصر
بينما تتوالى المؤتمرات الهزيلة على أشدها ،
والدنيا داكنة : لكل إنسان عتمته الخاصة
وانا أسمع مواء قط ، يغازل أنثاه بعد منتصف الليل
فأردد بيني وبين نفسي : دائرة السؤال مفتوحة .
عندما ساعدت أمي فى تركيب حبال الغسيل ، كنت أدخل الحبل في ثقب المنشر ، وأمشي به لآخر البلكونة ، لأضعه فى الثقب المقابل ، وظللت هكذا حتى أتممنا الحبال الخمسة مثل سطور النوتة الموسيقية :
فى الشارع تذكرت أننى نسيت المحمول على طرف السرير
فظللت أمشي ، شاعراً بأن لا شىء يمكن أن يكون على ما يرام ،
أمد يدي فى سواد الليل فيزداد النحيب ،
وهاهم الكبار الخبثاء ، يضعون الصغار في الصدارة ليهربوا من المسئولية .
أمشي فى الشارع ، وأصابع قدمي بارزة من الصندل
يحاصرني الوهم الباهت
والشخص المزيف بطل المؤتمر ، سيظل مختبئاً تحت المنصة
والمقاعد الطويلة مرصوصة بلا حاضرين .
عندما جائنى بيت الشعر الملح ، سجلته على الفور على الكيس الورقى الذى كان بيدى : أنا البطل الضد ،
ضاعت منى أيام جميلة كثيرة
وبقيت في أعالى المشاعر
والدنيا تتقلب :
بينما مؤتمرات المصالح الصغيرة تعوي فى بحر الظلمات .
عندما استيقظت كنت ممدّدا كالقتيل على الكنبة بملابس الخروج
شاعراً بان المعانى أنصاف معان
ولم يعد يهمّني ، سوى قُلّة “رغدة مصطفى” الطينية التى صنعتها بيديها ، وتبحث عن فرن لحرقها : أريد القُلّةَ التشكيلية
وأريد اللحاق باللحظات .
أشرب الشاي فى المجّ الكبير
وأمامي الأوراق المهملة
مبعثرة على الطاولة المعتمة .
منقوول