النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

السماء الثامنة للقصف - وديع أزمانو

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 382 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 40,731 المواضيع: 3,592
    صوتيات: 131 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 43670
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 أسابيع
    مقالات المدونة: 19

    السماء الثامنة للقصف - وديع أزمانو

    .




    السماء الثامنة للقصف
    ……..
    … وخرجتُ من الشَّامِ ،طفلا
    ركبتُ البحرَ
    وأطلقتُ ساقيَّ ،لريحٍ
    لا تشتهيني
    وسمعتُ الصَّاحبَ يقولُ :
    اركبْ غرقكَ ،لتنجو
    ورأيتُ البِلادَ ؛
    مُمدّدة في جُثَّةٍ ،بحجمِ نبيٍّ صغيرٍ
    كأنها ؛ضميرُ العالم.
    ..
    فتحتُ عيني من موجٍ
    فوجدتني ،
    مُحْتجِبا عنِّي
    وألفيتُ آنيةً من اللَّبنِ و العسلِ و الخمرِ
    مصفوفة أمامي
    وقيل لي :
    اشربْ.
    فصرختُ ؛حتى تفصَّدَ الدَّمُ
    في إناءٍ ،
    يُشبهُ جُمجمتي
    وقيل لي :
    ادخل
    فولجتُ،
    وكانَ ثمَّة سمواتٌ سبعُ
    ………………………….
    السماء الأولى :
    فُتِحَت البابُ
    دون أن أطرقَ مستأذنا
    فسمعتُ صوتا بهِ انكسارُ القصبِ الحُلوِ
    يناديني لأن أدخل
    دلفتُ ،
    فوجدتهُ آدمَ ،في سلسلةٍ من الطِّينِ
    والنَّارُ حولهُ ، تخرجُ من أذنيهِ وعينيهِ
    وأنفهِ
    فلا يرى و لا يسمعُ و لا يتنفَّسُ
    غيرَ دخَّانِ الحروبِ
    فقلتُ : ما بالكَ آبتي
    فقال لي :
    هذه ضريبةُ الخلقِ/الحريَّة
    فإذا رجعتَ
    لا تسجد للطَّاغيةِ
    لا تكن عبدا
    ودعِ الأيامَ ،
    تحترقُ بالأيّامِ
    …………………..
    السماء الثانية :
    نزلتُ بالسَّماءِ الثانيةِ
    جُرحا
    فكنتُ الدَّواةَ ،
    الجسدَ ، أبيضَ من صفحةٍ
    القلمَ، أغلظَ من مسمارِ
    وسمعتُ الآلامَ ،تنوحُ من صليبٍ
    المسيحَ ؛معلَّقا على العرشِ
    وقالَ لي :
    والدِّماءُ تقطرُ من عينيهِ
    اكتبْ بدمكَ ،
    لترى، أبعدَ من صليبٍ

    ………………….
    السماء الثالثة :
    ما كدتُ أنزلُ ،
    حتى كادَ يُغمى عليَّ ،
    من حضرةِ الحُسْنِ
    كان الفتى يجلسُ على بحرٍ من الضَّوءِ
    يزيِّنهُ أحدَ عشر كوكبا.
    بينما الشمسُ و القمرُ ،يتاغيانِ العشقَ
    ويشربانِ كؤوس النبيذ.
    قلتُ لهُ :
    حديثني ، عن الذي يأكلُ الطَّيرُ من رأسهِ
    ويعصرُ دمه ،خمرا
    عن سبعِ سُنبلاتٍ عجافٍ
    تأكلهنَّ سبعٌ عجافٌ
    فقال لي :
    تلكَ الأيّامُ السبعةُ في بلادكَ
    لا تأكلُ إلاَّ من قلبكَ
    لا تشربُ غير دمِكَ.
    فشكرتهُ ، وانصرفتُ
    ثمَّ رأيتهُ يبكي دما
    شممتُ رائحتهُ في القميصْ
    …………………
    السماء الرابعة :
    خلعتُ حذائي ،
    وأتيتُ إليهِ حافيا
    إلا من جوعي
    عاريا
    إلا من وجعي
    قلتُ لهُ :
    افضحِ السِّرَ، لأستريحَ من تعبي
    فقالَ لي :
    الوجودُ ،كلُّهُ إشارة
    فلا تتعب نفسكَ بالسُّؤالِ
    فإذا انكشفَ السِّرُّ
    ما كان ثمة خالقٌ و لا مخلوقٌ
    وما كانَ ثمَّة ،حربُ
    ……………………
    السماء الخامسة :
    قالَ لي السَّالكُ :
    ما أوتيتَ من العلمِ إلا قليلا
    فإذا علِمتَ ،جهلتَ.
    ثمَّ رفعتِ الحُجبُ
    فرأيتُ “العلمَ المستقرَّ هو الجهلَ المستقرَّ”
    فتركتُ المعرفةَ ،
    تتنوَّعُ مع الأنفاسِ ، تختنقُ في “غاز الكلور”
    في الأدخنةِ ، ترتفعُ من حفلةِ الشِّواءِ الآدميِّ
    وجمَّعتُ أشلائي ،
    في هيئةِ قبضةٍ
    وكانَ وجهُ العدمِ
    شاخصا أمامي
    ……………………
    السماء السادسة :
    بعدَ أن لطمتُ وجهَ الموتِ
    استقبلني ، الذي في لسانهِ لثغةٌ
    وفي قبضتهِ ، ينمو الوحيُ ،
    كجيشٍ من الموتِ المختارِ
    قال لي :
    أنتَ لستَ منِّي ، وأنا لستُ منكَ
    و لكن ،
    لا تطلبْ أن ترى اللّهَ ، أو تستجيرَ بهِ من النَّارِ
    كنْ نارا ،
    لتنطفِئَ البلادُ

    ……………………
    السماء السابعة :
    ألقيتُ بنفسي ،في النَّارِ
    فكانتِ النَّارُ ؛
    حربا و سلاما

    ثمَّ رأيتهُ ؛ يمدُّ جسدي على صخرةٍ
    و السَّيفَ يبرقُ في العُنقِ
    ولم أرَ وحيا سماويّا ،
    يفتديني
    ورأيتُ النارَ ،
    تأكلُ أطرافي

    ………………….
    السماء الثّامنة للقصف :
    بعدَ أن سقطَ الغُرابُ
    وانكسرَ جناحهُ المثقلُ بالدَّفنِ
    نبتَتْ لهُ أجنحةُ “السوخوي”
    وخرجتْ من الكهوفِ البدائيةِ :
    الديدانُ ،و الطيورُ الجارحةُ ،و الدببةُ المتجمِّدةُ في ثلجِ القطبِ ،و الديكةُ المخصيَّةُ في الخُرمِ، وذئابُ الجبلٍ ، وضباعُ البريَّة ، وخنازيرُ الغابةِ ، والعقبانُ الشَّائخةُ ، و التنين الأسطوري ،و الدينصوراتِ المنقرضة ، والوحوش التي لم نسمع بها ، و الأنيابَ التي نبتت للخرافِ ، و المخالبَ تطورت في قوائمِ البقرِ ، وجيشٍ من الرِّعاع …
    لقد سقطَ الطَّاغيةُ
    ليرتفعَ ،
    في سماءٍ من القصفِ .

    منقوول

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 31,259 المواضيع: 298
    التقييم: 26268
    شكراً لك ع النقل ..

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,930 المواضيع: 107
    التقييم: 1536
    مقالات المدونة: 1
    المقطع الاخير متمكن من الوصف
    شكرا

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Haidar Iraq مشاهدة المشاركة
    شكراً لك ع النقل ..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارشد bm مشاهدة المشاركة
    المقطع الاخير متمكن من الوصف
    شكرا
    اهلا بكما

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2
    عاشت ايدج

  6. #6
    من أهل الدار
    البصري
    تاريخ التسجيل: December-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,577 المواضيع: 109
    التقييم: 2678
    مزاجي: مرتاح جدا
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    يا لها من سموات مثقلات بغياهب الاهات والمحن
    لك كل الحب استاذ رماد

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال