.
ناصر علي يكتب : كنتِ تعلمينَ أننى سأغادر
10400900_1648320908762873_417011611450137573_n
كنتِ تعلمينَ أننى سأغادر
تطبقينَ علىّ أجفانكِ فأنسلُّ كدمعتين بعد أن تنامي
كنت نافراً من كلَّ شئٍ
الأضواءُ الّتى تتلوى كعاهرةٍ فيما أقبض على عتمةِ قلبى \
لوحاتُ الإعلاناتِ التى تخرج لىَّ لسانها فيما أبحث عن طلاءٍ لروحى \
الشرطىُّ الواقفُ على أول الشارع ،أجد عينيه كلما فتحت كتابى \
الكماماتُ الخانقةُ على الأفواه فيما حلقى يستجدى صرخته الرعناء\
العيونُ الزجاجية كسهامٍ تنغرز بظهرى فيما أبحث عن وجهى \
الضبابُ الذى يغطى وجهَ السماءِ ولا قمراً يطلُّ ولا نجومَ \
تهدهديننى كطفلٍ فأغرق فى عينيكِ الوحشيتين
وحدهما يكبلاننى فأستكين
لكنى حين أفتح شرفتىّ فى المساءِ يسرقنى الحنين
دعينى أذهب إلى هناك
أبحث عن روحىّ الملتفةِ على أغصان لبلابة
عن دمعتىّ المنسيةِ فى أحداق زهرة بريةً
عن صوتىّ المنكسرِ فى خشخشة ورقةٍ جافةٍ يدوسها الهواء
عن جلدىّ الذى خلعته على حافة نهرٍ
عن رائحتىّ التى تفوح حين يضاجع المطرُ أرضاً فتيَّةً
عن سرىّ المنثورِ كحبات قمحٍ فى حواصل طيرٍ
كلُّ صباحٍ أعتلى شجرةِ سروٍ وأرقب الطريقَ
متى ستأتين؟!!
منقوول