البشر مختلفون بميولهم وافكارهم ومعتقداتهم وهذه سنة الحياة
لذلك فان اى موضوع لو مقال يطرح للنقاش لابد ان تختلف الاراء حوله
كما ان تقييم اي طرح او مقال ليس بالقضية المعقدة ولا بالمستحيل وكما يظن البعض . فقط الامر يجتاج الى ايجاد مرتكزات مشتركه
او قناعات منطقيه واحده... او مصدر معرفى متفق عليه....
وهذه الامور عموما لاتوجد فى المواضيع ذات المحتوى الدينى او العقائدى
لاختلاف المنهج والاسلوب.. واختلاف مصادر اليقين والقناعه لكل طرف... وحتى اختلاف القناعه بكتاب معين او حتى مؤلفه!!
مالعمل اذن...؟
النقد امر سهل ويسير لان له قواعد ومرتكزات ان لم تتوفر فيه فقد قيمته وتحول لشخصنة مقيتة واستحال لجدليات
خذ وهات لينتهي كتهريج واضحاك .. مضيعة وقت واستهلاك متصفحات .
في المقابل يحتاج من ممارسه للموثقات كتب.. مصادر .. الادوات .. مخطوطات.. دراسات
وقبل ذلك أكثر وأهم تجرد الذات للممارس من الكثير من المسقطات السلوكية كتصفية الحسابات ..
ودائما ما يكون الانتقاد أصعب من النقد لان الأخذ به في الطرح يدخل الطارح للمنطقة الاصعب في مواجهة من يعنيه بالمقال او يقصده وغالبا وان لم يكن حذقا يسقط دون وعي في وحل التعرية لحقيق هدفه من المقال.
عموما الحكم علي اي طرح او مقال وفق مبدأ ( الشخصنة & النقد ) يعتمد علي مؤشرات ثلاث ان وجدت او اثنان منها علي الاقل فالطرح حتما ليس بمقال وانما سقطة لراى شخصى مخالف ..اومتطفل علي موائد الكلمة والمقال .. او متطرف برايه لن يغيره ابدا
و هذه المؤشرات هي :-
# العشوائية المفتقرة للحجة والموضوعية . يترك المقال كله ويركز على كلمه او يتبع اسلوب الخلط
# الشخصنة او مشاعر تصفية الحسابات . صاحب الموضوع اضوج منه او لايتوافق مع تفكيرى
# الاستذة الجوفاء والمفاضلة للذات الحمقاء . انا اعلم منه وافقه واكثر درايه
لذا فان الخوض في حوار لاطائل من ورائه. وتلك قناعة تولدت لدي مؤخرا لن يعود بنفع علي محاوريهم
لانهم سقط الحوارات وأوقاتها الضائعة ..لذلك النقاش أو الحوار المثمر لابد أن يميل قليلا إلى الشد الأمر طبيعي
وطبيعة بشرية لكن الشخصنة هي المعضلة....
الغالبية العظمى من الناس يعتقدون أنهم محايدون أو يميلون بآرائهم لكفة دون الأخرى وهم لايشعرون
بعض الشد والجذب صحي مالم يتعرض للشخصنة والاختلاف يولد المعرفة والبحث عن ما هو أبعد
فنعم الشد والجذب يولد الاثراء للنقاش مالم ينحي - وكثيرا ما - والي الشخصنة
أعتقد ان البعض ينتهج الشخصنة عندما يصل الي خط مسدود او يعجز عن التفنيد او المقارعة فيسارع بالتخفي
خلف الشخصنة ولحرف مسار النقاش او الحوار .
مسائكم خيرات... وطابت أوقاتكم .