.
لا تَرَوني ميتاً، فسأَبسُط كلماتي
على الأرضِ. قد أعودُ
أقلَّ شباباً، لكن ستُرضعُني
يمامةٌ بيضاءُ، فتبلُّ شفتَيّ
بالضِحكِ والشماتةِ مِمّن بكَى لفِراقي.
**
وقعُ خطاي محسوبٌ
خارجَ بلعومي النطقُ أجوفُ
زحمةٌ في الساحةِ، عليّ
وأنا أعتلي شجرةً، مقرفصاً
وعبرَ عينَيّ دمعٌ تفَحّمَ.
**
أَغزلُ بالقشِّ مِزماراً
أُكرِّرُ من بقعةِ حياتي الجديدةِ
نورَ تحديقي إلى الأحلامِ، أركضُ
فيَّ، لجسمي طنينٌ شحيحٌ
مع أني صورةٌ، وحدي.
**
حولي، أنبشُ الفرَحَ، وقد
تأخّرتُ. أناديَ أن يكنِزَ روحي
فيسري مُبدياً فتنتَه. عبرَ زمانٍ
وئيدٍ، على خسارةٍ، صارَ ظلاًّ
تفتّتَ كالأزهارِ في أَيكَةِ النومِ.
**
أعلنتُ نفسي، كالصبيِّ القديمِ
أن أتسلّمَ حوريةَ الحريّةِ
أسعى بها في المدينةِ شارداً؛ هذهِ
ناري، أم سراجي عقيمٌ. فهل أدقُّ
من حُفرتي على كلِّ بابٍ؟
**
أُقْدِم على ذَبحِ كلبةٍ، في المغيبِ
وأبقُر بلسانِي بطنَها الدافئَ،
على وجهي ابتسامةُ رعبٍ
فقد أَلقَى حنيني إلى الدنيا ذائباً
وسطَ تلفلُفِ الجِراءِ حولَ المَشِيمةِ.
**
غير أني، في الخريفِ، على
عُنقي، حَبْلٌ. يَعْوَجُّ منهُ فمي،
وأَشبَعُ وَحْشةً من الكلامِ مع أمي
التي تُجمِّعُني في رقّةٍ شاملةٍ، وهي
تعومُ بي نحو ساحرٍ، مثلي، عبَر.
**
ببعضِ الجهدِ، أقتلعُ الأبجديةَ
من جَذرِها، فتطيرُ أحرفٌ بليغةٌ نحو
عالمٍ خفيٍّ، في دوائرَ سفليةٍ: هنا،
يَطفَأُ الكلامُ. فأنفخُ صدري بصوصوةٍ
كصفوفِ أزرارٍ على الرملِ.
**
تَعمُرُ روحي، ببردٍ طويلٍ
حسناءُ شفّافةٌ، بشَعرٍ ترابيٍّ وناعمٍ.
ثدياها، في زحامِ الوَعدِ، نظّفا اليأسَ
الذي تواضعَ مثل ديكارتَ: رُحْ، فيروحُ…
آهٍ، إلى مبارزةِ العسلِ وأعرَقُ!
**
قبلي، داهمٌ خطرُ المرأةِ، وأُنقذُها.
بعدي، داهمٌ خطرُ المرأةِ، ولا خاطرَ لي.
أو، أُعدّلُ الصورةَ، كالبندولِ:
قبلي، المرأةُ نيّئةٌ. سأُمَهِّدُ.
بعدي، لِمَ كلُّ هذهِ الراحة!
**
أقزامٌ على بابِ سَجنٍ
في صعودي إلى القلعةِ، حيّاتٌ خضراءُ
تطيرُ إلى أعيُنٍ في الصخورِ. أنا ـ
المسافرُ، الجبليُّ الأولُ. أُحذّرُ الدُميةَ:
لا تشربي الحليبَ كلَّهُ.
**
لا تكمِش رسالتي، يا مَن كَنَّ،
في هذا السوادِ. حملتُ فانوسي
إليكَ. أيها البدينُ بشيءٍ أُنثويٍّ،
هل تريدُني أتضوَّرُ جوعاً
إلى نقطةٍ في الفضاءِ ـ بسَبّابتكَ؟
**
أَعترفُ: أَعِدْ لي كتابي، ولَغْطي
وقوةَ يأسي، ورُعبي من الرُعبِ أن
أبتسمَ. لن أُغِيرَ على جَنّةٍ، ومعي أنتَ
يُرهِقُني النزولُ. فأكشف مؤخّرةً نَيّرةً،
وجائزتي كرسيٌّ هناك.
منقوول