.
أكتبُ قصائدي في سردابٍ متخيل
في مكانٍ كهذا , حضرتُ اجتماعاتٍ لأتضامنَ
مع البشرِ في كل البلدان
صادفتُ هناكَ متحمسين يأكلونَ حلوى
تحت آباطهم كتبُ ماركس
في ما بعد , مظهري الوسيم ومزاجي الفكاهي
لم ينقذاني من صفعاتِ وشتائم رجال الأمن
في سردابٍ بغداديّ قديم .
*
تاريخُ ولادتي غطاءٌ ثقيلٌ على صدري
أحاول التهرّب منه بأوهامٍ وآمال
أعترفُ بهذا أمام مرآة وأنا أعدّ أسناني القليلة
أحاولُ أن أبتسمَ لأترك للمرآةِ
صورةً طريفةً عني , لتتذكرني في غيابي
لأسبوعٍ أو لأيامٍ في الأقل .
*
عند الشفقِ أشاهدني جالساً في فراشي
بديهيّ لا أفكرُ في هذا الوقت , لا أتخيّل
ولا أتذكرُ
*
أشجعُ الآخرين على الانتحارِ
بطريقةٍ غير مؤذية , لا أمنعُ أحداً من دخول قصائدي
ليبحثَ فيها عن كلبه الضائع أو امرأته المختفية
لكني لن أسمحَ له يخرجَ في سهولة
عليه أن يخبرني كيف اأجوبُ الآن في حديقةٍ
بينما أكتبُ قصيدتي هذه في غرفة ؟
*
أطلّ على أملاكي الشاسعة
التي من كلمات ـ أصواتٌ ومسافاتٌ وأشياء
مرايا في كل مكان , لا أحد فيها غيري
أراني ضريراً يتشبثُ بقطارٍ يتحركُ ببطء
عازفُ كلارنيت في طاحونةٍ تحترق
رساماً تضطربُ بين يديهِ ألوانٌ واأشكالٌ
وهناك ظلّي , وحدهُ , في مرآة
ويبدو حائراً وضائعاً .
*
اليوم استيقظَ ضميري قبلي
رأيتهُ في غرفة مكتبتي يكتب رسالة اعتذار
إلى مدخنينَ صرختُ عليهم قبل فترة
أتركهُ يكتبُ
نذهبُ , أنا وامرأتي
إلى مقهى يديرهُ مهاجرٌ أحدب
يبيعُ عملاتٍ أجنبية وأكياس طحينٍ مهرّب بالتقسيط
أشتري منه لأنهُ ينسى من أنا بعد أيام .
منقوول