السلام عليكم
نعزي صاحب العصر والزمان باستشهاد
البطل الشهيد زيد بن الامام علي السجاد عليهم السلام ونعزي جميع المؤمنين والمؤمنات في العالم الاسلامي
اسمه ونسبه :
هو: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
ولادته:
اختلفت المصادر في تحديد ولادته،
ولكنها حصرتها بين سنة 75 ـ 79 هـ كما وقع الخلاف في تحديد سنة استشهاده،
وقد أوعز البعض الاختلاف في ولادته إلى الاختلاف في شهادته
، لأ نّهم ذهبوا إلى أنّ عمر زيد(عليه السلام) 42 سنة.
قال السيّد محسن الأمين في الأعيان:
ولد سنة 75 كما أخطب خوارزم،
أو 78 كما عن رواية أبي داود، واستشهد يوم الاثنين،
وفي رواية المقاتل يوم الجمعة، لليلتين خلتا من صفر سنة 120، وله 42 سنة،
كما في الإرشاد، والمحكي عن مصعب الزبيري،
والزبير بن بكار،
أو 121 كما عن الواقدي ورواية المقاتل وكما في الرياض، في عمدة الطالب روى أ نّه قتل في النصف من صفر سنة 121،
وفيه عن ابن فرداد أ نّه قتل وهو ابن 48
سنة، وعن محمّد بن إسحاق بن موسى:
أ نّه قتل على رأس 120 سنة وشهر و 15 يوماً،
وقال ابن الأثير: قتل سنة 121، وقيل سنة 122.
أمّه(عليه السلام) :
أمّه أم ولد، اشتراها المختار الثقفي،
وأهداها إلى الإمام السجّاد(عليه السلام)،
واسمها حوريّة أو حوراء، وأنجبت للإمام(عليه السلام) زيداً وعمراً وعلياً وخديجة.
لقبه :
كان يلقّب ويعرف بـ"حليف القرآن"
، و"زيد الأزياد". قال المقرّم في كتابه زيد الشهيد:
"إشارة إلى أ نّه مقدّم على كلّ من سمّي بهذا الاسم
كنتيه :
كان يكنّى بأبي الحسين،
وهو "الحسين ذو الدمعة" ابنه الأكبر .
صفته :
كانت صفته:
تامّ الخلق، طويل القامة، جميل المنظر، أبيض اللون
، وسيم الوجه، واسع العينين، وصفات أُخرى ذكرت في محلّها .
نقش خاتمه :
كان نقش خاتمه: اصبر تؤجر اصدق تنجُ .
نشأته :
نشأ زيد بن علي(عليه السلام)
وتربّى في أحضان العصمة والإمامة في أحضان أبيه السجّاد زين العباد(عليه السلام)،
ومن ثمّ تعلّم وأخذ عن مدرسة أخيه الباقر(عليه السلام) باقر علوم الأوّلين والآخرين،
ومن بعده أخذ وتخرّج من مدرسة ابن أخيه الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام).
ثورته :
قال الشيخ المفيد في الإرشاد:
"وكان زيد بن علي بن الحسين(رضي الله عنه)
عين أخوته بعد أبي جعفر(عليه السلام) وأفضلهم،
وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً،
وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
ويطالب بثارات الحسين(عليه السلام)،
ثمّ قال: وكان سبب خروج أبي الحسين زيد(رضي الله عنه) ـ
بعد الذي ذكرناه من غرضه في الطلب بدم الحسين(عليه السلام) ـ
أ نّه دخل على هشام بن عبدالملك،
وقد جمع له هشام أهل الشام،
وأمر أن يتضايقوا في المجلس;
حتّى لا يتمكّن من الوصول إلى قربه،
فقال له زيد: إنّه ليس من عباد اللّه أحد فوق أن يوصى بتقوى اللّه، ولا من عباده أحد دون أن يوصى بتقوى اللّه،
وأنا أوصيك بتقوى اللّه يا أميرالمؤمنين فاتّقه .
فقال له هشام:
أنت المؤهّل نفسك للخلافة الراجي لها؟
وما أنت وذاك ـ لا أمّ لك ـ وأنت ابن أمة.
فقال له زيد:
إنّي لا أعلم أحداً أعظم منزلة عند اللّه من نبيّ بعثه،
وهو ابن أمة،
فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعث،
وهو إسماعيل بن إبراهيم(عليه السلام) .
فالنبوّة أعظم منزلة عند اللّه أم الخلافة يا هشام؟
وبعد:
فما يقصر برجل أبوه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)،
وهو ابن علي بن أبي طالب(عليه السلام).
فوثب هشام عن مجلسه ودعا قهرمانه
، وقال: لا يبيتنّ هذا في عسكري.
فخرج زيد رحمة اللّه عليه وهو يقول: إنّه لم يكره قوم قطّ حرّ السيوف إلاّ ذلّوا"
دخل زيد الكوفة في شهر شوّال سنة 120هـ ،
وقيل 119هـ ، فأقام بها 15 شهراً،
وفي البصرة شهرين ،
فأخذت الشيعة وغيرهم يختلفون إليه يبايعونه
، فبلغ ديوانه خمسة وعشرين ألفاً،
وقيل أكثر، من أهل الكوفة والمدائن والبصرة وواسط وغيرها،
فيهم الشخصيّات من الفقهاء والقرّاء والعلماء .
كانت بيعته التي أخذها من الناس الدعوة إلى كتاب اللّه ،
وسنّة نبيّنه(صلى الله عليه وآله وسلم)وجهاد الظالمين
، والدفع عن المستضعفين
، وإعطاء المحرومين ،
وقسمة الفيء بين المسلمين بالسويّة، وردّ المظالم
، ونصرة أهل البيت(عليهم السلام).
وكان متنقلا في الكوفة من دار إلى دار
، ومن حىّ إلى حيّ، وكأ نّه يبلّغ للثورة والجهاد .
وقد عرف والي الكوفة ذلك ،
وأنّ زيداً قام بتحرّكات في المدينة، وهو يجمّع قواه،
ويعدّ العدّة للقيام والثورة، فطلبه وراح يبحث عنه
.
فلمّا عرف زيد هذا،
خشي أن يؤخذ غيلة وغدراً،
فلهذا تعجّل في الخروج قبل أوانه
، وقبل الوقت الذي عيّنه مع بقيّة أنصاره في أطراف الكوفة وخارجها في الأمصار المجاورة.
وكان ظهوره بالكوفة ليلة الأربعاء 121هـ .
وفي يوم الثلاثاء قبل خروج زيد أمر الحكم بن الصلت
بدروب السوق فغلقت،
وأغلقت أبواب المسجد على الناس، وبعث إلى يوسف بن عمر
وهو بالحيرة يعلمه الحال
وفي ليلة الأربعاء
طلبوا زيداً في دار معاوية
بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري فلم يجدوه .
وكان شعار أنصار زيد في هذه الليلة كشعار أصحاب بدر
: "يا منصور أمت" .
وفي صباح يوم الأربعاء لم يحضر مع زيد ممّن بايعه غير (218) رجلا .
فقال زيد: سبحان الله، أين الناس؟
قيل: إنّهم محصورون في المسجد .
قال: واللّه ، ما هذا لمن بايعنا بعذر.
وسمع نصر بن خزيمة النداء فأقبل إليه،
فالتقى مع زيد في "جبانة العائدين"
وفيها (500) رجلا من أهل الشام، فحمل عليهم زيد فهزمهم .
ولمّا دخل زيد الكوفة أشار عليه نصر بن خزيمة بالتوجّه نحو المسجد; لاجتماع الناس فيه،
فقال له زيد: إنّهم فعلوها حسينيّة
، فقال نصر: أمّا أنا فأضربن معك بسيفي هذا حتّى أقتل .
واستمرّ القتال يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة
، صباحاً ومساءً، وقد قتل منهم زيد مقتلة عظيمة،
وكان له النصر في أكثر الوقعات .
وبينما زيد يقاتلهم إذ اقترب منه رجل منهم من كلاب
، فشتم فاطمة(عليها السلام)، فغضب زيد،
وبكى حتّى ابتلّت لحيته ،
والتفت إلى من معه، وقال: أما أحد يغضب لفاطمة،
أما أحد يغضب لرسول اللّه ، أما أحد يغضب للّه .
واستمرّ القتال، ولكنّ الأعداء لكثرتهم لم يضرّهم القتل ،
وراح أصحاب زيد ينقصون شيئاً فشيئاً،
ويستشهد الواحد تلو الآخر،
حتّى قتل نصر بن خزيمة، وكان خسارة
جسيمة لزيد وأنصاره
، وكذا مقتل معاوية بن إسحاق،
فبدأ زيد وأصحابه يدركون أنّهم مغلوبون
، ولكن مع ذلك أصرّوا على المقاومة
والجهاد مهما كلّفهم الأمر . ولمّا صار ليل الجمعة كانت الفاجعة، والنهاية الأليمة لحركة زيد وجهاده ،
فإنّه في هذه الليلة رمي بسهم ، فأصاب جبهته ووصل إلى دماغه، فرجع ورجع أصحابه ،
وجاء أصحابه به فأدخلوه في بيت حرّان بن كريمة مولى لبعض العرب في سكّة البريد،
وجاؤوا بطبيب يقال له: شقير اسمه سفيان
، فقال الطبيب لزيد: إن نزعته من رأسك متّ .
فقال:
الموت أهون عليّ ممّا أنا فيه ، فانتزعه منه،
فمات رحمه اللّه .
ودفنه أصحابه ومعهم ابنه يحيى قرب ساقية
، وأجروا عليه الماء حتّى لا يعرف قبره .
وكان معهم غلام سنديّ أفشى ذلك إلى والي الكوفي،
فجاؤوا في اليوم الثاني، فنبشوا قبره
، وأخرجوه ، واحتزّوا رأسه ،
ثمّ صلبوه في كناسة بني أسد أربع سنوات
، ثمّ أنزلوه وأحرقوه وذرّوه في الماء .