قبل أكثر من عشرة اعوام اعلنت الامم المتحدة وبكل فخر ان لجنة حقوق الانسان في نيويورك اصدرت قرارها التاريخي عام 2002 والذي نصه " يعتبر خليفة المسلمين علي بن ابي طالب اعدل حاكم ظهر في تاريخ البشر "مستندة بوثائق شملت 160 صفحة باللغة الانجليزية.
وبعد مرور عدة اعوام اعلنت اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة قامت بطرح قول الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام (يامالك إن الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) للتصويت؟
وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع.
ومن مدة ليست بالبعيدة استمعت لاستاذ ينقل عن رحلته للصين واستضافته من قبل احد الشخصيات التي لها مركز اجتماعي هناك وخلال مرافقته في احد الشوارع الرئيسية اشار له بان ينظر الى عمارة شاهقة مكتوب عليها عبارة باللغة الصينية اتخذوها شعارا لهم في حياتهم وهي لرجل عربي، فاشار الاستاذ: فسألته: ما هي المقوله ولمن؟ فاجابه، هي لرجل عندكم يدعى علي بن ابي طالب ويقول فيها (لو كان الفقر رجلا لقتلته) .
ولو فتش احدنا في مكتبة الكونغرس الامريكية بواشنطن واطلع على كتاب موجود على رفوفها عنوانه (los history) (خسارة التاريخ) للمؤلف الامريكي المعاصر (ميشيل هاملتون مورغان) سيجد الاعجاب الفائق لهذا الكاتب بالسياسة الحكيمة لشخص الامام علي بن ابي طالب عليه السلام كون المؤلف اطلع على رسائله التي حررها الى ولاته في الامصار الاسلامية ومنهم مالك الاشتر مؤكدا عليهم ان يعاملوا المواطنين من غير المسلمين بروح العدل والمساواة في الحقوق والواجبات. فالكاتب الاجنبي اعتبر ذلك انعكاسا صادقا لسلوكيات الخليفة الحميدة المؤطرة بفضائل الاخلاق التي أهلته للدخول في تاريخ الانسانية من ابوابه العريضة.
وكذلك الحال لو عمقنا البحث سنجد الامام علي عليه السلام رمز شاخص ومنهج علمي يدرس في اغلب دول العالم، ولكننا لو استوقفنا طالبا في مرحلة المتوسطة في اي دولة اسلامية وسألناه عن علي بن ابي طالب عليه السلام فان جوابه لايتعدى المنهج الذي درسه في كتاب التاريخ والذي تناول شخص الامام علي عليه السلام (بانه ابن عم النبي صلى الله عليه واله ورابع الصحابة الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة وكان رجلا شجاعا في المعارك وكفى؟؟!!!).
فهل ياترى ان علي بن ابي طالب عليه السلام الذي نزلت في حقه اكثر من (110) اية في القران الكريم لايستحق ان نزيد عدد صفحات كتاب التاريخ ليعرف افلاذ اكبادنا انسانية هذا الرجل وعطاءه الثري ودفاعه واستشهاده من اجل اعلاء كلمة (لا اله الا الله) ونصرة الدين الاسلامي لكي يستلهموا منه دروسا وعبر تساهم في بناؤهم وفق الاسس الصحيحة التي تمثل مصداق حقيقي لتعاليم الله تعالى .
ولكن علي بن ابي طالب الذي سب على المنابر اكثر من ستين عاما وحاول الظالمون اخفاء شمس نوره المضيئة بشتى الوسائل الخبيثة لازالت اثارها قائمة حتى يومنا الحاضر..
ختاما اوجه سؤالي الى من يهمهم الامر على من تقع مسؤولية ذلك ؟؟؟