تحديد تاريخ حدوث
الرجعة والصيحة للمهدي (عجّل الله فرجه)
*
عباد الله نحن لا نوقت الظهور الميمون !
ولكن النبي وعترته (صلى الله عليهم وسلم) حددوا لنا الأيام والشهور للظهور الميمون كيوم الجمعة مثلاً وشهر رجب ورمضان وغيره وحتى الحالات التي يكون فيها ، ولكن لم يحددوا السنين والله أعلم . وبما أنّ العلامات والدلائل موجودة في الكتب الإسلامية . فلقد قرأها ووعاها الأعداء من علماء اليهود والنصارى واستغلوها أشد الاستغلال لشديد الأسف !
قَالَ تَعَالَى : ﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 197.]
وهذه الآية الجليلة التي تبين حال الناس الذين لا يبصرون ولا يسمعون الحق :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ - [سُّورَةُ السَّجْدَةِ : 12.] وَقَالَ تَعَالَى : ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ...﴾ - [سُّورَةُ الْحَجِّ : 46.]
نعرض عليكم شذرات من قضية التاريخ القمري الهجري الإسلامي واختلاف المسلمين في تحديده وتعدد آرائهم فيه وسيرتكز العرض فقط على ما يخص الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، وقبل العرض نُبين لكم ترتيب الشهور الإسلامية الحقّة وهي كالآتي :
1- ربيع الاول : 30 يوم .
2- ربيع الثاني : 29 يوم .
3- جمادى الاولى : 30 يوم .
4- جمادى الثانية : 29 يوم .
5- رجب : 30 يوم .
6- شعبان : 29 يوم .
7- رمضان : 30 يوم .
8- شوال : 29 يوم .
9- ذو القعدة : 30 يوم .
10- ذو الحجة : 29 يوم .
11- المحرم : 30 يوم .
12- صفر : 29 يوم .
نحن الآن في شهر محرم الحرام بتاريخ : 16/02/2020 .
*
1- الرّجعة :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) :
الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٍ .
فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هَذَا الْعَجَبُ الَّذِي لَا تَزَالُ تَعْجَبُ مِنْهُ ؟!
فَقَالَ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَأَيُّ عَجَبٍ أَعْجَبُ مِنْ أَمْوَاتٍ يَضْرِبُونَ كُلَّ عَدُوٍّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ ! وَذَلِكَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ﴾ . فَإِذَا اشْتَدَّ الْقَتْلُ قُلْتُمْ مَاتَ أَوْ هَلَكَ أَوْ أَيَّ وَادٍ سَلَكَ وَذَلِكَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ : ﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ . (البحار : ج53، ص60، عن كنز الفوائد.)
*
2- الصيحة :
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِذَا رَأَيْتُمْ نَاراً مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ شِبْهَ الْهُرْدِيِّ الْعَظِيمِ تَطْلُعُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً فَتَوَقَّعُوا فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : الصَّيْحَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) فَيَسْمَعُ مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَمَنْ بِالْمَغْرِبِ ، لَا يَبْقَى رَاقِدٌ إِلَّا اسْتَيْقَظَ وَلَا قَائِمٌ إِلَّا قَعَدَ وَلَا قَاعِدٌ إِلَّا قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ فَزِعاً مِنْ ذَلِكَ الصَّوْتِ ، فَرَحِمَ اللَّهُ مَنِ اعْتَبَرَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ فَأَجَابَ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْأَوَّلَ هُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ الرُّوحِ الْأَمِينِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَكُونُ الصَّوْتُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فَلَا تَشُكُّوا فِي ذَلِكَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ، وَفِي آخِرِ النَّهَارِ صَوْتُ الْمَلْعُونِ إِبْلِيسَ يُنَادِي أَلَا إِنَّ فُلَاناً قُتِلَ مَظْلُوماً لِيُشَكِّكَ النَّاسَ وَيَفْتِنَهُمْ ، فَكَمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ شَاكٍّ مُتَحَيِّرٍ قَدْ هَوَى فِي النَّارِ ! فَإِذَا سَمِعْتُمُ الصَّوْتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَا تَشُكُّوا فِيهِ ، أَنَّهُ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ وَعَلَامَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُنَادِي بِاسْمِ الْقَائِمِ وَاسْمِ أَبِيهِ حَتَّى تَسْمَعَهُ الْعَذْرَاءُ فِي خِدْرِهَا فَتُحَرِّضُ أَبَاهَا وَأَخَاهَا عَلَى الْخُرُوجِ .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَا بُدَّ مِنْ هَذَيْنِ الصَّوْتَيْنِ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) ، صَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَهُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ وَاسْمِ أَبِيهِ ، وَالصَّوْتِ الثَّانِي مِنَ الْأَرْضِ وَهُوَ صَوْتُ إِبْلِيسَ اللَّعِينِ يُنَادِي بِاسْمِ فُلَانٍ أَنَّهُ قُتِلَ مَظْلُوماً يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفِتْنَةَ ، فَاتَّبِعُوا الصَّوْتَ الْأَوَّلَ وَإِيَّاكُمْ وَالْأَخِيرَ أَنْ تُفْتَنُوا بِهِ .
مُلاحظة : صوت الشيطان الأرضي هو ما يفعله الأعداء من اليهود والنصارى في بث الشعاع الأزرق حينئذٍ .
*
3- المهدي :
سنقتصر فقط على ما يخص اليوم والحالة والمكان الذي يخرج إليه (ع) :
- اليوم :
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
وَيَخْرُجُ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ .(الخصال : ج2, ص394.)
- الحالة :
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : لَوْ خَرَجَ الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) لَأَنْكَرَهُ النَّاسُ ، لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَابّاً مُوَفَّقاً فَلَا يَلْبَثُ عَلَيْهِ إِلَّا كُلُّ مُؤْمِنٍ أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى مِيثَاقَهُ فِي الذَّرِّ الْأَوَّلِ . وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْبَلِيَّةِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُهُمْ شَابّاً وَهُمْ يَحْسَبُونَهُ شَيْخاً كَبِيراً . (البحار : ج52، ص287.)
- المكان :
عَنْ الْإِمَامِ السَّجَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : لَتَأْتِيَنَّ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، لَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ ، يُنْجِيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ ، كَأَنِّي بِصَاحِبِكُمْ قَدْ عَلَا فَوْقَ نَجَفِكُمْ بِظَهْرِ كُوفَانَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ وَإِسْرَافِيلُ أَمَامَهُ مَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَدْ نَشَرَهَا ، لَا يَهْوِي بِهَا إِلَى قَوْمٍ إِلَّا أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . (البحار : ج51، ص135. عن مجالس المفيد.)