.
ملكة بدر تكتب : الموت يتكيء على بندقية ويتسلى بالمكسرات
12476282_10153372863002852_1135172618_n
الموت يتكئ على بندقية ويتسلى بالمكسرات
في الطريق إلى الكآبة
لا أستطيع البكاء
البكاء سخيف..
كاعتصام فض ألف مرة،
وثورة تكررت ألفين،
وأجيال ثائرة تعاقبت
ورأت الاعتياد كالموت بأعينها
حتى لم تعد تخشاه…
أليس سخيفًا كل شيء؟
تلك المدية التي أحتفظ بها في حقيبتي؛
المتسعة للفوضى،
الضيقة على روحي..
مدية للبلطجة
لا أستطيع أن أفتحها
ثقل آخر فوق الكتف المحني
ثقل حقير فوق سخافة الأشياء
مدية سخيفة لبلطجي أسخف
قرر أن يتحرش بي
بينما رائحة الغاز لا تزال تلعقني
من أين يحصل البشر على غريزتهم للجنس؟
كيف يحتفظون بها وسط مستنقع العبث؟
يحتضنني الحبيب في شارع ضيق مظلم،
يقبع في آخره الموت..
الكبر،
الأسلحة،
التصفية،
التخاذل،
صف عساكر مصابون بفيروس «سي»..
بانتظارنا نحن.. العشاق؛ «أعداء الوطن».
نعبر بالجوار.. أتمتم باللعنات
يضغط يدي
في خوف روض آباءنا لعشرات السنين.
عند كشك السجائر نطلب مناديل رخيصة
نغرقها مياهًا معدنية في عز البرد
ونمسح بها على ملابسنا المغبرة
خشية عقاب الأهل على نوبة كرامة،
نمسح كؤوس الدم الممطرة من عيوننا
إثر القنابل المسيلة للإنسانية..
– القنبلة الواحدة 25 دولارًا
بسعر جلسة غسيل كلوي-
أُشفق على الكبد الوبائي
المتكئ على بندقيته بانتظار أوامر الفتك بنا
أبادله حفنة من المكسرات المغلفة
فيشكر «الأستاذة» التي كان يعجنها بهراوته منذ قليل..
لن يستطيع رفيقي أن يأكل مكسرات مماثلة بعدها بأشهر
عندما يخرج من المعتقل محطم الأسنان..
النجاة سخيفة
ننجو من الرصاص
تنمو بطوننا من شدة الشبع
غير عابئة بالخراطيش التي ضلت طريقها عنها،
أكحل عيني متجاهلة طلقات المطاط..
التي كان يمكن أن تكحلها أسرع وبشكل مستديم…
ننجو حتى من خراطيم المياه الملوثة
تلك التي رفضت إطفاء حرائق القلب…
ثم يدهسنا الثوار..
يدهسنا الذعر الهيستيري،
عقود الغوغائية والوعي الجمعي،
تدهسنا شجاعتنا لأننا وقفنا في وجه السيل المضطرم
نتعلم
ألا نقف بعدها
إلا عند مرور جنازة صديق
كان سخيفًا مثلنا..
وحصل مؤخرًا على لقب «شهيد» .
منقوول