.
خبأتُ العالمَ في جواربي
تحتَ الجواربِ مشّيتُ ذاكرتي
يومَ كنتُ قدماً..
تتقنُ فنَ الخطو بمهارة
قدمٌ بعينٍ واحدة
تعرفُ أن الطريقَ طويلةٌ
لكن الضوء مآل السائرين في آخر النفق
لم يكن الغبارُ مربكاً
وحدهُ التفكيرُ بالكسرِ عند الوسط
كان مخيفاً ومقلقاً
ربيتُ عظامي على البرد
على تحمّلِ اضطراباتِ الجروحِ..
من جهةِ الثقوبِ المزروعةِ في الدّانتيل الأسود
ووهبتُ الخطوةَ القادمة شرفَ المسيرِ والمغامرة
كلُّ شيء كان ينذرُ بالغرق
أعمدةُ الإنارة محنيةُ الظّهر
القناديلُ المكسورةُ بحجارةٍ كل جريمتها انها بلا يدين
السّلاحفُ المنتحرة على جوانب الطريق ..
بعد أن سلبها العابرونَ محاولة العيشِ بلا صهيل
كلُّ شيء..
حتى لحيتك الفضية التي تلمعُ من بعيد..
وتجرحُني
أنا لا أتقنُ العزف
وأصابعي تركتني
ومشت نحو أوتار الآخرين التي لا أعرفها
وفي الطريق إلى مدينة “أين”
سقطت نظارتي الوردية
وسقطت معها عيني
قدمٌ بلا عين
وجلدٌ تفوحُ منه رائحةُ التعب
وحطّابٌ ينذرُ بفزّاعةٍ وفأس
كيف أقنعهُ بأني شجرةٌ مسالمة ؟
وأن حياتي السّابقة..
لم تكن سوى تدريبٍ على الحياة ؟
كيف أخبرُ الرّيحَ القادمةَ من هناك..
بأني لم أوقع أحداً في حبّي
وأن القلوب وحدها نبتت على أغصاني
وأنارت الطريقَ للغرباء ؟
إحتاجُ إلى ذراع..
ذراعٍ قويةٍ جداً
تمسكُ بكتفي قبل أن يسقطَ أرضاً
وتثقبه المسامير
أحتاجُ إلى تهليلة..
تهليلةٍ صادقة تغني لي
كي أموتَ بهدوء
أنا التي خبأتُ العالمَ في جواربي
لم أعرف أنه فأرٌ كبير
سيقضم قدمي..
ويتركني على حافةِ هامش أبيض..
أ..
ح..
ت..
ض..
ر..
منقوول