.
فلنتحدث، إذن، عن الخفة
نعم الخفة
التي هامت على وجهها
في الشوارع والحقول
كمجذوبة عجوز
يقذفها العيال بالعتمة
فتنزف شجنا أبيض.
الخفة
التي قمعها العمق
بشاربه الكث
بعد أن أكلت التجاعيد روحها.
الخفة
التي اعتدت أن تسمعها
من زوجتك وابنتك
كلما حاولت أن تبدو كوميديا
لم تعد كما كانت.
اكتسى شعرها بالأبيض
وتهدل ثدياها
وأنكرها الجميع
حتى أولادها
أودعوها دارا للمسنين.
الخفة
التي طالما حلقت
بعيدا
لتروي المطر الظمآن
وتطعم سحابات جائعة،
أصابها الشلل،
وتجلس في انتظار
ابتسامة عابرة
تبل ريقها،
أو قطعة موسيقى
تسد الرمق.
اليوم يبكونها
بعد أن وجدوها
معلقة في سقف غرفتها
وفي شعرها وردة
لم تتفتح بعد.
منقوول