.
ثقبٌ صغيرٌ في الذَّاكرةِ
الحكايةُ لا تنتهي أبدًا داخلَ رأسِي
لا تكتملُ ولا تُواصلُ النُموَّ إنَّها تقفُ داخلَ الممر
أتعلَّمُ أن أضعَ النَّاسَ داخلَ بالونات
كي أشاهدَ كلَّ شيءٍ دونَ أن أتورطَ معهُ
أنا مُطاردَةٌ من عصابَةٍ كَاملةٍ اسمُها أنا
نوباتُ الذُّعر المكتومةُ تتسلَّى بي
تملكُ مفاتيحي وتَسرِقُ خُبزَ قلبي
لكنَّنِي لن أخبرَ أحدًا
لن أُسَّميكِ باسمكِ أبدًا
رجلٌ آخر يصوِّرُ فيلمَ كارتون عنها
يرسمُ حجرةً مظلمةً وخيالاتٍ على الجدران
ويُقنعُهَا أنَّها محبوسةٌ هنا
يضعُ الزهورَ تحت أنفِها ويهمسُ
كيفَ هو العطر؟
يخبرُها أنَّها ليست كفيفةً كما تدَّعي
ويَعدُّ أصابعَهَا معها كي تتأكَّدَ أنَّها لا تَحلم
يلمسُ رموشَها بِخفَّة
ويرشُّ النورَ ببطءٍ
لكنَّ الحجرةَ يشتدُّ ظلامُهَا
والخيالاتُ تتحولُ إلى أشباحٍ تتمشَّى باتجاهها
يحتفظُ بها بينَ ذِراعيه
ويحكي لها عن الأميرةِ التي فقدتْ الذَّاكرةَ
وعاشتْ دونَ أن تكبُر
تجلسُ كتمثالٍ أتلفَهُ الوقتُ
الأجزاءُ الصغيرةُ تنفصلُ وتَقعُ
الشروخُ والثقوبُ تنتشر ُ
تجلسُ وسطَ انهيارِها الكاملِ
يكتبُ لها على كفٍّ لم يتكسَّر بعد:
” كلُّ هذه الطبقةِ المتكسِّرةِ لا تعني أيَّ شيءٍ
في أحدِ الأزمنةِ جِئت إليَّ تلمعين
طلبتِ أنْ أُخفي معدنك الأصليّ كي لا يسرقَكِ اللصوصُ
هذه الطبقةُ التي تتكسرُ الآن ليست متصلةً بقلبك
أنتِ فقط لا تتذكرين
اتركي الانهيارَ يتمُّ في هدوءٍ
لقد نسَيتِ فقط مَنْ أنتِ”
منقوول