يقول أحد الشيوخ: “في يوم من الأيام, جاءني اتصال من مغسلة أموات تطلب المساعدة, فقال لها تفضلي يا أختي في الله”؛ فقالت: “إني أغسل الآن فتاة, واضعة يدها اليمنى على يدها اليسرى وكأنها في وضع الصلاة”,فقال الشيخ: “أيقف أحد أقاربها بجانبك”, فقالت المغسلة: “نعم”, فقال الشيخ: “إذا أعطها الهاتف”, وكانت أخت الفتاة التي توفت, فقال لها الشيخ: “أختي البقاء لله”, ماذا كانت تفعل أختك قبل وفاتها؟, فأجابت: “كانت تصلي وتبكي في سجودها, ولم تقم من مكانها حتى توفت على سجادة الصلاة, فقال الشيخ: الله أكبر, الله اكبر, الله أكبر, ثم طلب منها أن تعطيه المغسلة, والتي أخبرها بأن تغسل الفتاة وتكفنها كما هي على نفس وضعيتها, حيث يقول “الرسول صلى الله عليه وسلم”: يبعث المرء على ما مات عليه”؛ فقامت المغسلة بتغسيلها, وهي واضعة يدها اليمنى على اليسرى.
دعوة تحمل أسمى معاني الصدق مع الله:
وعندما أتت المغسلة لتكفينها وجدت الكفن طويلا, إذ يزيد مترا ونصف بعد تكفينها, فقامت بالاتصال بالشيخ مرة أخرى, وعرضت عليه مسألة طول الكفن, فطلب منها أن تعطيه أختها, فقال لها الشيخ: “ماذا كانت تفعل أختك ليكون كفنها طويل؟، هل كانت تدعو بدعوة معينة, وتكثر فيها, فأجابت: “نعم، كانت تدعو دعوة غريبة, كانت تقول في صلاتها، “يا رب أسترني يوم موتي, واجعل كفني طويلا”، وكانت تكررها كثيرا, لقد أخذت أختي هذه الدعوة من امرأة طيبة القلب, صالحة, تعلم القرءان للأطفال, حيث كانت أختي تعتبرها قدوتها ومثلها الأعلى.
إن الله عند حسن ظن عبده به:
لقد استجاب الله لدعائها, وجعل كفنها طويلا, ليكافئها على أعمالها الصالحة, وصدقها وصفاء وطيبة قلبها؛ فطاعتها لربها كانت سببا في حسن خاتمتها, فيقول الشيخ: “صدقا بنيتي طاعتها لربها كانت سببا في حسن خاتمتها, اللهم ارزقنا حسن الخاتمة”.