سبيت فؤادها وسبت فؤادي
ولكن ما سبت إلا سرابا
فرأسي في الهوى قد شاب طفلا
وقلبي عن ذنوب الحب تابا
فلما لم تجد مني هياما
اضاعت في مراودتي الصوابا
وضقت فكلما أوصدت بابا
عليها اشرعت للحب بابا
ولما أن دنا يوم النوى لم
تطق صبرا فخطت لي كتابا
ولفته بمنديل بديع
تضمن لي دعاء مستجابا
تقول حماك ربي يا حبيبي
بربك لا تطل عنا غيابا
أخذت قلوبنا فاحرص عليها
وعجل نحو بلدتنا الإيابا
ولاتنس التي وهبتك روحا
وما أبقت لها إلا ترابا
خلوت بغرفتي قلقا حزينا
ودمع العين يتسكب انسكابا
فقلبي للهوى يهوى انغلابا
وتأبى النفس للقلب انغلابا
فطمت عن الغرام القلب ستا
لدن أزمعت عن وطني اغترابا
وقد تاق الخلي إلى حبيب
يعاتبه فيستجلي العتابا
إذا نادى الهوى والعقل يوما
فصوت العقل أولى أن يجابا
تناولت اليراع وفي فؤادي
ضباب فاض من عيني سحابا
وحررت الجواب لها بشعر
حكى نظما ثناياها العذابا
فلانة لاتلوموني فإني
شبعت من الهوى خلا وصابا
وصالك جنتي لكن نفسي
تفضل في محبتك العذابا
فإن شئت السعادة فاهجريني
وزيديني صدودا واجتنابا
لأقضي في الهوى العذري وجدا
ولست أخون في الود الصحابا
م