.
لا تلوِّح كثيرا للنسيان
لا شَيء معها غير وحـدتها والظلام عُشَّاقها ملتصقون كلحاءِ شَجرٍ يخافُ على سرِّها، دخانٌ يشيرُ إِلى العشق بدوره كان يعشق الغيمة؛ وكلٌّ ساكنٌ بعشقه ضاقت بالصمت أَزاحت عُشَّاقها فانفجروا ليتناثرَ الصمتُ قطعا، ويتمزق ثوبَ العماء؛ دائرة العشق تبدأ واختلاطُ العناصر، من قسوةِ العشق والسكونِ أشعلتْ نار الحنين قبلة الشوق، وقبلة الوداع، أَشعلتْ رحلة العُشَّاق، فلما هبط الدخانُ إِلى ما انطفأ صار ماءً، تركتْ ما تَبَقَّى يضيءُ ليُرضِي اشتعاله غرورَ الفاتنِ المعشوقِ، صنعـتْ نجوما تضيءُ وحدتها تلهو حولَها، وبالمَرَّة تملأ الفراغَ المقدسَ الفراغ المؤلم بعناصرَ غير العناصرِ، وتضع على الظَّلامِ لـمسةً شـاعريةً، فانكسر العماءُ بسيف نورها، وسعى كلٌّ بزينته لترِقَّ الغيمةُ لحالهِ، أَخذت الماء لقليل من الموسيقى تحاربُ به الوقتَ والوحدة والملل ببعضٍ من المرح وللحظة عاطفية، والريحَ تأخذه وبه يطفئُ بعضه وتسير عليه قتلا للوقت وغوايةً لاصطياده، ثم عادت تسامر وحدتها تقضي بنفسها ترتيب حاجتها، وتسوِّي بيديها ما تريد، فصنعتْ مَن يحملون ما ترغب، ومَن يحفُّون بها، ومَن على خزائن مُلكها، ومَن يقدِّسون لها وكرسيًّا وسحابا يسعى بين يديها، ورؤساء، وحُراسًا وسيفًا ناريًّا مُتقلبًا وكلابًا على الأَبواب تلتهم النَّارَ والنُّور، وسريرًا على الماء يداعب الوقتَ.