.
الباحثُ في أعالي الأشجار
عن صدى رفرفةِ أجنحة , لن يتوقف
حتى تعودَ إليه الضواري صديقةً , كما كانت
أو ينعمَ بطفلٍ يشيرُ الى سحبٍ لا يراها غيره :
تأتي وتذهبُ , كأنها تتنزه
*
أريدني مغنياً , أو طبّالاً
في عيد بلدةٍ عندَ جبل
أنا حقاً طيبُ مع الجميع
أمس , ليلاً , صادفتُ الله قرب بيتي
دعوته ليكون ضيفي , أومأ معتذراً
هذا لا يدهشني , حياته هوالآخر كئيبة
أراهُ , مرة كل عدة أشهر , يمضي حاسر الرأس
ينهالُ المطرُ عليهِ ولا يفتحُ مظلّته الواسعة
فهمتهُ , قبل أيام , يحسدُ دبّ البحر
لأنّ الأخيرَ يغني ويتكلم
*
أجلسُ لأتناولَ فطوري , بمرّ فيلٌ
يلوّحُ لي بخرطومهِ , أردّ عليه بملعقة
هكذا , في بداية أو نهاية كل يوم , ما يحدثُ
ينتهي قصصاً قصيرةً ومشوّقة :
واحدة من الأمس , عمالٌ ينقلونَ كتباً من سجن
في أحدها قصةٌ عني وأنا أجمعُ تأملاتٍ مبعثرة
من زقاق , وفي ثانية أمرأة بدينة تخطفني من
امام مبنى لمهاجرين , وكنت هناك لأشتري نسراً
من احدهم
*
اليوم , من بعيد , شاهدتُ رجلاً
{ ربما سمّاكٌ يائس , أو هربت زوجته مع عشيقها
عبر هذه المياه , أو غرق طفله}
يطعنُ بحربة موجةً بعد موجة , غاضباً ويشتم
والامواجُ تتفاداهُ . أسرعتُ لأوقفهُ وأنا اصرخُ
فجأة انتبهَ المحيطُ إلى استغاثة أمواجهِ المطعونة
سحبها إلى مسافةٍ قصيرة ثم اندفعتْ اليه
رفعته عالياٌ , رمتهُ فارتطمَ بصخرةٍ كبيرة , ومات
لن أخرجَ مرة أخرى وقت الشفق
لأتمشى أو أتجولَ في أي مكان
*
بفواكه كبيرة يضربُ مطرٌ شبابيكي
ذلك لا يثيرني . أنا رجلٌ صامت .
هاتفي لا يرنّ , يبدو انه لن يرنّ
تحت طاولتي رجلٌ يحتضرُ
امرأتهُ تمسحُ نهديها أمام الباب
بقشور برتقالة
خلغها ارى حريقاً يركضُ نحو جبل
*
لن تشيخَ , أقولُ لنفسي
إذا كتبتَ دائماً عن النوافد
وعن المطلقِ في منفى
أو عن غرقى يستديرونَ نحوكَ
حالما تصلُ الى الشاطىء
*
لا أعرفُ كيف تصلُ أمي إليَ من قبرها في كركوك
وفي أقل من لحظة .
أخجلُ أن أسألها .
منقوول